يتهيأ أنصار الفريق الإسباني ريال مدريد لاحتفال غير مسبوق بمراكش يوم غد السبت، خلال المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، التي ستجمع الفريق الملكي بالفريق الأرجنتيني سان لورينزو. أنصار الفريق الإسباني من المغاربة ينتظرون فوز فريقهم، كقدر محتوم لا يمكن ولا ينبغي أن يتغير، في كليته، ووحدها التفاصيل الصغيرة هي التي يمكن تركها للمفاجأة مثل حصة الفوز، وإشراقات نجومه على أرضية الملعب و فلتات أقدامهم المبهرة. ففي مباراة نصف النهاية، التي كان فيها جمهور الريال من المغاربة أكبر عددا وأكثر حماسا، لم يتمكن الآلاف من المشجعين القادمين من مدن مغربية أخرى من ولوج الملعب، لأنهم لا يملكون تذكرة لذلك، ورغم ذلك فإن عددا مهما منهم ظل مصطفا على جنبات الشوارع التي تمر منها الحافلة التي تقل عناصر الفريق، تحت أجنحة الظلام والبرد القاسي، الذي يخيم هذه الأيام على شتاء مراكش، عسى أن يحظوا بامتياز رؤية أحد نجومهم المفضلين، ولو من خلف زجاج نافذة الحافلة. كثيرون منهم كانوا يرددون شعارات الفريق وبلغة سرفانتس، والباقي منح لولائه للفريق الإسباني أشكال أخرى، ابتداء من حمل شاراته وارتداء قميصه الرسمي، كما لو كان الريال فريقا مغربيا، له حضور رمزي في التاريخ الخاص للمغاربة، وتماما كما لو كان المغرب امتدادا جغرافيا لإسبانيا. ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد خدمت الأرضية المغشوشة لملعب الرباط، التي فضحت المسؤولين المغاربة في مشارق الأرض و مغاربها، تجار الأسواق العتيقة بمراكش، وفضاءاتها السياحية. حيث مكن نقل المقابلة إلى المدينة الحمراء، من انتقال عدد كبير من أنصار الفريق الإسباني، من الإسبانيين أولا، وعدد من المشجعين الأجانب من مختلف الجنسيات، الذين ساهموا بنشاطهم داخل المدينة، في إضفاء حيوية أكبر على أسواقها وخاصة متاجرها المختصة في المنتوجات التقليدية. وظهر ذلك بجلاء في ساحة جامع الفنا، المكان الذي لا يكاد يصل مشجع أجنبي إلى مراكش، إلا و يسارع إليه. ففيه احتشد أنصار من مختلف الجنسيات، وتداخلت شعاراتهم المؤيدة لفرقهم، دون أن يفسد ذلك ودهم لبعضهم البعض، مقدمين بذلك درسا أنيقا في التشجيع المتحضر . واستغل كثير من الشباب، فرصة انعقاد مباريات نصف النهاية، لترويج شعارات الفرق المشاركة وقمصانها، وبيعها للمشجعين . الفنادق ومؤسسات الإيواء بدورها عرفت ارتفاعا مهما في عدد الحجوزات، بل إن عدد الحجوزات غير المقررة، كان كبيرا، ورغم ذلك يعتبر مهنيو السياحة أن تنظيم هذه التظاهرة بمراكش، وجلب فريق كبير له أنصار في مختلف أرجاء العالم، هو أكبر مكسب للمدينة لأنه يروج لها، ويحولها إلى منتوج بقيمة عالمية، ويثير انتباه السياح، وخاصة من الوجهات التي لم تستغل بعد، إلى قيمة هذه المدينة، و يفتح أمامها مستقبلا كبيرا. في مراكش، الحماس هذه الأيام يعم الشوارع، ولكل جهة غنيمتها الخاصة منه، المشجعون الذين يعيشون غبطة وجود فريقهم العالمي بالقرب منهم و على أرضية ملعبهم، والتجار المتأهبين لمزيد من الربح، وأرباب المطاعم والفنادق الذين ينتظرون العائد الأهم في المستقبل القريب، و السياح الأجانب الذين يبهجهم جو المدينة، الذي مزج بين أشعة شمس دافئة و برودة حميمة، تجعل كل شيء محتمل ولذيذ في هذه المدينة الحالمة.