على طول الطريق السيار الرابط بين البيضاءومراكش، تقاطرت عشرات الآلاف من الجماهير من عشاق النادي الملكي على عاصمة النخيل، وبدأ الحماس يتصاعد مع كل كيلومتر يقترب منه المشجعون من الملعب الكبير لمراكش في حين استنفرت الأجهزة الأمنية مختلف عناصرها، من أجل تنظيم حركة السير، بعد قطع العديد من الطرق الفرعية المؤدية إلى الملعب، دون أن يشكل ذلك مشكلا في انسيابية حركة السير. وتشهد مدينة مراكش، وساحة جامع الفنا على وجه الخصوص، منذ بداية دجنبر الجاري، طفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، من خلال تألق وإشعاع المهرجان الدولي للفيلم، وكأس العالم للأندية، الذي تحتضن مبارياته الملعب الكبير لمراكش، حيث ساهم هذا الأخير في تحريك عجلة الاقتصاد والسياحة، ما سينعكس إيجابا على سكان مدينة سبعة رجال. وحسب عدد من المهتمين بالشأن السياحي، فإن هذه التظاهرة العالمية، التي تحتضنها مدينة مراكش للسنة الثانية على التوالي، تحظى باهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام الدولية، وساهمت في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية بالمدينة الحمراء لترسيخ المكانة المتميزة التي تحظى بها مدينة مراكش على الصعيدين الوطني والدولي، باعتبارها الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب. وشهدت أسعار كراء الشقق المفروشة ارتفاعا صاروخيا، تزامن مع احتضان مباريات النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العالم للأندية، حيث انتقل ثمن الكراء من معدل 300 درهم لليلة الواحدة في سكن بسيط داخل حي شعبي، ليتجاوز 500 درهم لليلة الواحدة، في حين تجاوز ثمن الليلة الواحدة في الإقامات الموجودة بحي جيليز1000 درهم. كما انتعشت مختلف الفنادق المصنفة وغير المصنفة، من خلال توافد عدد من الجماهير المغربية والإسبانية والمكسيكية والنيوزيلاندية التي تفضل الإقامة بالفنادق. من جهة أخرى، كثفت مختلف المصالح الأمنية مراقبتها للمؤسسات السياحية الحيوية، خصوصا الفندق الموجود بالقرب من حدائق المنارة الذي تقيم فيه بعثة ريال مدريد، إلى جانب مختلف المناطق السياحية والشوارع المؤدية إليها، كما رفعت الأجهزة الأمنية درجة اليقظة والحذر، ونصبت عددا من الحواجز الأمنية بمختلف مداخل مراكش. وقررت ولاية أمن مراكش إضافة دوريات أمنية تضم مفتشي شرطة بالزي المدني تجوب الشوارع الرئيسية المؤدية إلى المناطق السياحية للسهر على سلامة وأمن السياح الأجانب والمغاربة إلى غاية اختتام فعاليات النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العالم للأندية. وشهد مقر ولاية أمن مراكشاجتماعات متتالية للمسؤولين الأمنيين لتدارس الخطة الأمنية بالمدينة، حول كيفية تأمين مباريات هذه التظاهرة العالمية، إحدى أكبر التظاهرات الدولية بعد بطولة كأس العالم للأمم، التي سيحتضنها الملعب الكبير لمراكش، في الوقت الذي أصدرت قيادات الدرك الملكي والمديرية العامة للأمن الوطني والقوات المساعدة مذكرات أمنية وبرقيات مديرية تمحورت حول الإجراءات والتدابير الأمنية الواجب اتخاذها، والعمل على تنصيب مراكز قيادة موحدة داخل المصالح المركزية، تتكون من ممثلين عن السلطات المحلية والدرك والأمن الوطني والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، إضافة إلى مصالح "الديستي"، من أجل تجميع المعلومات وتنسيق الجهود الأمنية والتنظيمية، والتدخل السريع لحل جميع المشاكل في الوقت المناسب، تفاديا لكل تأخير محتمل، وضمان أقصى نسب الفعالية الممكنة. وتأتي هذه الإجراءات الأمنية، في إطار مخطط استباقي للإدارة العامة للأمن الوطني بصفة عامة، وولاية أمن مراكش، على وجه الخصوص، لاتخاذ تدابير وقائية واحترازية، بمناسبة احتضان مدينة مراكش لمبارتي نصف النهاية ومباراة نهائي النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العالم للأندية.