تعيش عدد من المؤسسات الاستشفائية بجهة الدارالبيضاء- سطات، على إيقاع الفراغ الإداري والتسيير المؤقت، في غياب أي مؤشر في الظرف الحالي على وجود تدابير فعلية للنهوض بهذه المرافق العمومية حتى تقدم خدماتها على الوجه المنشود للمرضى الذين يطرقون أبوابها. مسيرون مؤقتون، إما مناديب للصحة أو أطباء، يقومون بتدبير هذه المرافق بكيفية من الكيفيات، وبشكل مزدوج، في انتظار تدخل مصالح وزارة الصحة لتعيين من يمكنهم تحمل المسؤوليات وفقا للمساطر الإدارية المعمول بها. عطب تعرفه مجموعة من مستشفيات الجهة، باستثناء مستشفى مولاي رشيد، البرنوصي، عين الشق، بنسليمان وبرشيد، أما البقية فإما أحيل مديرها على التقاعد كمستشفى بن احمد، أو هي بدون مدير فعلي كما أنها لا تتوفر على مسير مؤقت، أو يتم تدبيرها «عن بعد»، أو وضع مدراؤها طلبات الإعفاء من المسؤولية لسبب من الأسباب، كما هو الحال بالنسبة لمستشفيات بنمسيك، الحي الحسني، مولاي يوسف، أزمور، النواصر، سطات والفداء. وضع معتل، لا يقف عند حدود المستشفيات، بل يطال عددا من المرافق الصحية الأخرى والمندوبيات، كما هو الحال بالنسبة لمندوبية الصحة بآنفا، التي غادرتها المندوبة الإقليمية صوب الرباط، ونفس الأمر بالنسبة لمرفق صحي بنفس التراب، علما أنه وجب توفير مسؤولين أيضا لمرافق صحية أخرى حديثة كمركز الصحة للقرب بالرحمة وبسيدي مومن، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام بشأن الكيفية التي يمكن بها معالجة هذا الشرخ الكبير على مستوى الموارد البشرية، بكيفية حكيمة وناجعة بعيدا عن أي اندفاع، أخذا بعين الاعتبار أنه في ظل الأوضاع الحالية يسابق البعض الزمن، رغم افتقاده للكفاءة، للحصول على منصب مدير بمستشفى بعينه بالدارالبيضاء؟!