دعا الفنان التشكيلي والخطاط عبد القادر بلبشير، مبدع مبادرة «دار الفنان» بتاوريرت، المسؤولين محليا وجهويا ووطنيا إلى إيلاء العناية للفنون التربوية الهادفة، والاهتمام بالفنانين الذين يحملون هم الإشعاع والمساهمة في تنمية بلدهم بحسهم الفني في الخلق والإبداع، وذلك عن طريق إشراكهم في تدبير الشأن العام كما هو الحال بالنسبة لبعض الدول المتقدمة. وبمرارة شديدة، تحدث عبد القادر بلبشير في لقاء مع بعض المنابر الإعلامية الجهوية والوطنية بدار الفنان بتاوريرت مؤخرا، عن إقصاء الفن التربوي الهادف وتهميش الفنانين الذين يحملون أفكارا ومشاريع للمساهمة في التنمية عن طريق زرع الجمال والسمو بالذوق… في حين تولى الأهمية الكبرى لمهرجانات موسمية تعتمد البهرجة وتستقبل مغنيين بعشرات الملايين مقابل ساعة أو ساعتين على المنصة، دون أن تترك أي أثر إيجابي تستفيد منه المدينة، موضحا في هذا الصدد «نحن لسنا ضد المغنيين، ولكن يجب أن تكون المهرجانات متنوعة الفقرات لتكون ذات قيمة، فبدل اقتصار مهرجان لمدة أسبوع على الغناء فقط، يتم إشراك جميع الفنانين من شعراء وزجال ومسرحيين وفنانين تشكيليين… بمقابل في مستوى أدائهم، لا استغلالهم بدعوى شراء اللوازم كما هو الحال بالنسبة للفنان التشكيلي». وتحدث أيضا عن تصورات وأفكار في جعبته يروم من خلالها جعل مدينة تاوريرت تحفة فنية تغري عشاق السياحة الداخلية ولم لا الخارجية، ومشاريع فنية على شاكلة «دار الفنان» وهي عبارة عن معهد للرسم أنشأه بإمكانياته بهدف توريث الفن التشكيلي والخط العربي للجيل الصاعد، ومساعدة الأطفال والشباب على تفجير طاقاتهم الإبداعية وصقل مواهبهم، مشيرا إلى أنه قدم مؤخرا، ملفا حول أفكاره ومشاريعه إلى وزير الثقافة وأبدى هذا الأخير إعجابه بها وشجعه على المضي قدما… وكذلك الأمر بالنسبة لعامل إقليم تاوريرت، غير أنه مازال لحد الآن ينتظر من سيحتضن هذه الأفكار ويرصد لها ميزانية خاصة لتطويرها ولمباشرة تطبيقها على أرض الواقع. وبحس الفنان الهادف الغيور على بلده ومدينته، أوضح بلبشير كيف أنه يريد تحويل تاوريرت، الموسومة بمدينة «44 وليا»، إلى مدينة نموذجية تعبق ألوانا وجمالا بمشاركة فنانين واعدين تزخر بهم هذه المدينة، كيف يريد جعلها تحتضن مهرجانا على طول السنة «ليس على المنصة» ولكن مهرجانا ملموسا يخلف بصمة ويساهم في التنمية، كيف أنه يريد خلق حركية ودينامية بتحويل بعض الأحياء إلى أحياء نموذجية بطابع فني ومدرسة عمومية نموذجية متكاملة، كيف أنه يريد إضفاء الجمال على النقط السوداء بجداريات تحمل تيمات تربوية وتثقيفية… وفي الأخير وجه الفنان عبد القادر بلبشير رسالة إلى بعض المسؤولين مفادها رد الاعتبار للفنان الهادف وتغيير النظرة إلى الفنان التشكيلي على أنه «مجرد رسام مسكين قابع في مرسمه مخمور من رائحة الصباغة»، لأن الواقع عكس ذلك، «وهذا الفنان هو الذي يخلق الإشعاع ويساهم في تسويق مدينته وبلده بواسطة مادته الفنية». وجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي والخطاط عبد القادر بلبشير، هو فنان عصامي من مواليد مدينة وجدة، قام بعدة معارض على الصعيد الوطني والدولي، وحصل سنة 2017 على المرتبة الأولى في مهرجان الفنون الدولي بفرنسا في اللمسة الفنية التطبيقية، ومؤخرا نظم مهرجانا تربويا بمدينة تاوريرت، حيث يقيم، على شرف بطلة تحدي القراءة العربي الطفلة مريم أمجون… ومن إنجازاته إحداث «دار الفنان» لتعليم الرسم والخط العربي بتاوريرت، ورسم أكبر لوحة زيتية على الثوب للملك محمد السادس بلغت مساحتها 150 مترا مربعا…