عادة ما تتسبب رحلة طويلة في منتصف المسابقة في العياء والتعب للعديد من الفرق. ولكن بالنسبة لكروز أزول وويسترن سيدني واندرارز فإن مواجهة ساعات وساعات من السفر على متن الطائرة ( 30 ساعة في حالة الفريق الأسترالي) للوصول إلى المغرب لها فوائد مباشرة. ففي النهاية، لا شيء أفضل لفريقين عانيا من تراجع في المستوى بعد تتويجهما باللقب القاري من المنافسة للمرة الأولى في بطولة من حجم كأس العالم للأندية لاستعادة المعنويات، التي فقداها منذ أشهر. ولذلك، فإن مباراة هذا السبت بالرباط في إطار الدور ربع النهائي سيكون لها وزن كبير بالنسبة لهذين المنافسين المختلفين. فقد سمح التتويج بدوري أبطال الكونككاف، بعد 17 عاماً من الغياب، لنادي كروز أزول، الذي تأسس منذ حوالي 90 سنة، بالمشاركة أخيراً في كأس العالم للأندية. وخلال هذه الفترة، شاركت خمسة فرق مكسيكية أخرى في هذه المسابقة، ولكن بدون تحقيق نتائج مثيرة للاهتمام. لهذا سيحاول كروز أزول تجنب إقصاء مبكر على غرار باتشوكا (2007 و2010) ومونتيري (2011 و2013) لضمان مواجهة ريال مدريد في الدور نصف النهائي، وهو الهدف الذي يسعى لتحقيقه اللاعبون الذين زاروا قبل أيام ملعب سنتياغو برنابيو، بعد توقفهم في مدريد قبل المجيئ إلى الرباط. وقد فوجئت المجموعة، التي يقودها لويس فرناندو تينا، بموجة البرد التي تشهدها العاصمة المغربية، ولكن الحماس الذي أظهره اللاعبون في التداريب الأولى أظهر أنهم قد تركوا وراءهم تعثرهم في الدوري المكسيكي ودوري الأبطال. وبنفس الطريقة واجهت كتيبة واندرارز رحلة طويلة إلى المغرب وسلسلة من النتائج السلبية منذ التتويج باللقب الآسيوي في نونبر جعلتها تتذيل الترتيب في الدوري الأسترالي. ولكن لا شيء يغير خطط هذا النادي المتواضع، الذي تأسس عام 2012، وبدأ تدريجياً بتحمل ضغط التحول إلى بطل قاري. لهذا السبب، وقبل التحدث عن ريال مدريد، فضل المدرب، توني بوبوفيتش، توخي الحذر والتركيز على مباراة الدور ربع النهائي، واستغلال حصص التداريب في الرباط لاسترجاع أسلوب اللعب، الذي أعطى أكله أمام أقوى المنافسين الآسيويين، وذلك بالاعتماد على الصلابة الدفاعية، حيث لم تستقبل شباكه أي هدف في المباريات الأربع الأخيرة من دوري أبطال آسيا، والبراغماتية لاستغلال الفرص في الهجوم.