1 - آثارُ الياسمينْ: في شارعِ الحبيبِ بورقيبة امرأةٌ تهربُ من ظِلِّها قطاراتٌ تمرُّ بسرعةٍ إلى جهة الغروبِ وكأنَّها تخافُ منِ انقطاعِ الكهرباءِ رجلٌ يسددُ رغيفَه باتجاهِ حُرّاسِ الأمنِ أسلاكٌ مائلةٌ جدا تحرسُ شجرةَ الياسمينْ أسلاكٌ تحرسُ ساحةَ 14 جانْفييه 2011 وجوهٌ خائفةٌ جداًّ وجوهٌ ترى إلى ظلِّها بعيونٍ مفتوحةٍ جداًّ لا تنامُ في حديقةِ «بِلفيديرْ» طيورٌ تتألمُ في صمتٍ تهربُ من عيونِنا وتتسلقُ شجراً يسبحُ في غبارٍ في شارعِ الحبيب بورقيبةَ أحلامٌ تنتظرُ صعودَ الصباحِ تهربُ من قبضةِ الليلِ وتتركُ امرأةً عالقةً بكتفِ عاشقٍ يخافُ عليها منْ عيونِ النهارِ. (تونس/24 -4 -2014) 2 - أشياءُ أحبها: أحبُّ شهر فبرايرَ لأنني تخففتُ فيه من نصوصٍ مُفبركةٍ على مقاسِ ورشِ بناءٍ غيرِ مهيكلٍ وأيامُه ناقصةٌ أحبُّ أيامَ الآحادِ لأني أتخلصُ فيها من نقلِ اللُّحومِ أزيلُ الغبارَ عنِ المكتبةِ وأبحثُ في رأسي عن بياضٍ يُزعجني أحبُّ الأكلاتِ السريعةَ لأنها تُعفيني من الموائدِ المستديرةِ الكلامِ حولَ أخبارِ الكرةِ والعائلةِ والحكومةِ لا أغسلُ يدي دائماً أخافُ أن يهجرَها الحِبر إلى مناسبةٍ أخرى أحبُّ الأراضي الغامضةَ لأنها تتركُ قطعانَ أفكارٍ ترعى ليلَ نهارٍ أما الراعي فيضع عصاهُ على كتفهِ يبحث عنْ غيمةٍ في فمهِ تتعقبها ذئابٌ خرساءُ أكرهُ الرسائلَ الغامضةَ لأنها تقطع حبلَ الوِدِّ إلى عنوانينِ، واحدٌ في صندوقِ بريدٍ أخرسَ والآخر في قلبٍ ينبضُ ببطء شديدٍ لأنه أضربَ عنِ الحُبِّ. (مراكش-فبراير-2014 ) 3 - قنينةٌ خضراءُ وقصيدةٌ بقبعةٍ سوداءَ: أحيانا تكونُ كلماتُ عابرِ سبيلٍ أقوى من قصائدِ الشُّعراءِ يختارُها بعناية تامةٍ،يسهرُ عليها ، يبحث في المراجع والعناوينِ الإلكترونيةِ، يجلسُ في مقهى أو في حانة أو في نزلٍ آخِر نجومٍ يشربُ قهوةً سوداء أو بيرة، تصعد الكلماتُ من بئره يصعدُ ،يُضيِّع مواعيدَه، يُضيِّع ملابسه كيوسفَ تُهدهدُه القصيدةُ يتبعها إلى آخرِ الطريقِ وقد يعودُ خاوي الوفاضِ كقنينة غريقٍ (مرة جربتُ ذلك في القبةِ الحمراءِ) يخسرُ الرهانَ ويربح قصيدة خضراءَ من وحي «هولدرلين» أو «إميلْ سيورانْ» يعرفُ الشعراءَ من عناوينِ دواوينهم، يفيضُ على كأسِ قصيدةٍ كرغوةِ فقدتْ لونَ الهواءِ ،يُدفِئها، يُعطِّرها لتبدو ناعمة كحسناء في معرضِ قفطانْ، تُعاكِسه، تخاتله نحو قصة حب فاشلة، لا داعي لأخذ كأسِ ماء على نخبِ الغائبين فخيرُ الخواتمِ أحيانا قنينةٌ فارغةٌ وقصيدةٌ بقبعةٍ سوداءَ تحبُّ المتنبي وأسلافِه والتابعين وتسقط في ميزانْ ممثلةٍ مبتدئةٍ فشلتْ في سمفونية تعرض فتنتها ساقاً ساقاً شذرة شذرةً عُنُقا عِناقاً يضع العابرُ الأخيرُ يدَهُ على خدِّه لا الشعرُ اصطادَه بِشَصٍّ شَذريٍّ أو بنصٍّ صوفيٍّ أو سوريالي ولا القصيدةُ سرقتهُ إلى حِضنها الأريجِ الشرقُ الغائبُ عن سهرةِ الميدانِ يصفقُ لقافيةٍ تحبُّ زهرة الفانيلاَ في ليلة سقطَ فيها فؤاد نجم ومانْديلاَ وسقطتُ أنا على كرسي أحمر أقرأ قصيدة لآرثر رامبو يُطردُ خارج مسرحٍ تقرأ فيه قصائدُ تحْتَ العَمامة عِوض الشِّعر أجدني خارجَ المدعوين بلا شهادة فقطْ بعض خراطيش فارغة ورأسي مدمّى على وسادَة أردَتني القصيدَة. (مراكش-نونبر2013 ) «من أمسية شعرية من تنظيم اتحاد كتاب المغرب، يوم 5 /12 /2014 بمراكش، بحضور شعراء من اتحاد كتاب تونس.»