خرج العشرات من ساكنة الجماعة القروية أربعاء العونات بإقليمسيدي بنور، صباح يوم الاثنين 8 دجنبر 2014، في مسيرة احتجاجية للتنديد بما أسموه التلاعب بمشاريع فك العزلة والتهميش والحيف الذي يطال مجموعة من دواوير الجماعة التي ظلت تعاني الحصار والعزلة دون تدخل الجهات المعنية والغياب التام للسلطة المحلية بالعونات في تتبع الأضرار التي أحدثتها الفيضانات الأخيرة وعدم إصلاح المسالك والممرات التي أفسدتها التساقطات المطرية الأخيرة. وتأتي هذه المسيرة تعبيرا عن استياء الساكنة لسوء التدبير الذي أصبح واضحا على مشاريع الجماعة القروية لأربعاء العونات والإقصاء الممنهج في حق الدواوير المتضررة. وخير دليل على ذلك ما تعرفه طريق رجال العونات التي تربط الدواوير المجاورة بالمركز منها دوار (أولاد مومن، البصرة الكوارمة، سعادة الفيض، المدنين، لمراش، بني تسيريس...) يفوق عددها 21 دوارا، حيث ظلت ساكنة الدواوير محاصرة بسبب سوء المسالك والممرات وهشاشة البنية التحتية، نظرا للغش والتلاعب الذي طال أشغال بناء القنطرة والطريق المؤدية للمقبرة. هذه الأخيرة هي الأخرى طالها الإهمال والتهميش، حيث انهار جزء من سورها. وقد بحت حناجر المحتجين وهم ينددون ويستنكرون الحيف الذي لحقهم من طرف جميع الجهات المسؤولة محليا وإقليميا، مما يؤكد غياب البرامج الحقيقية لحماية الساكنة من التقلبات المناخية والاعتماد على الحلول الترقيعية التي يتم من خلالها إهدار المال العام لا غير. الشطاطبي -في تصريح له للجريدة- أكد أن ما يزيد عن 21 دوارا عانت ومازالت تعاني من العزلة والحصار في ظل التهميش والإهمال من طرف المجلس القروي والسلطات المحلية، حيث أن رئيس المجلس القروي يعمل بمنطق انتخابوي في وضع المشاريع والبرامج التنموية، وقائد المنطقة الذي غاب عن الأنظار ولم يواكب معاناة الساكنة على مختلف المستويات. ويضيف الشطاطبي أن العديد من التلاميذ لم يلتحقوا بمدارسهم نتيجة العزلة وانقطاع الطرقات. كما أن النساء عانين الكثير خصوصا المقبلات على الوضع، بل حتى الأموات طالهم التهميش نتيجة صعوبة استعمال الطريق المؤدية إلى المقبرة لدفنهم والتي تعاني من الحفر العميقة وانجراف التربة... المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت من حي بام، تميزت بوقفتين: الأولى أمام مقر الجماعة القروية أربعاء العونات تعبيرا عن استياء الساكنة لسوء التسيير والتدبير للمكتب المسير، وتنديدا بعدم التحرك لفك العزلة عنها واستنكارا للأسلوب الانتخابوي المفضوح الذي ينهجه رئيس المجلس القروي. والثانية أمام مقر قيادة أربعاء العونات احتجاجا على اللامبالاة من طرف قائد المنطقة وعدم تدخله لحل المشاكل المترتبة عن سوء الممرات والطرقات خصوصا طريق رجال العونات وعدم مواكبته لأحوال الساكنة ومعاناتها بسبب التساقطات المطرية الأخيرة. كما أشار المحتجون إلى الوضع الكارثي الذي يعرفه المركز الصحي بالجماعة وما يعرفه من نقص حاد في الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية، مؤكدين على ضرورة إيفاد لجنة مركزية للوقوف على هذه الأوضاع المؤسفة، كما طالب المحتجون عامل إقليمسيدي بنور بالقيام بزيارة ميدانية قصد معاينة الأضرار التي لحقت الطرقات والمسالك والوقوف على ما تعانيه ساكنة أربعاء العونات من تهميش وإقصاء من طرف الجماعة القروية وما يطبع مشاريعها من إهدار للمال العام والمحاباة وتقديم المصلحة الخاصة على العامة في تعبيد الطرقات والممرات... وإطار مواكبتها للمسيرة الاحتجاجية زارت الجريدة مجموعة من الأحياء والدواوير بالجماعة القروية أربعاء العونات، حيث وقفت على الوضع الكارثي لحي ودوار الشيخ، وطريق رجال العونات، وكذا القنطرة الموجودة على مستوى الطريق المؤدية إلى المقبرة، أماكن يتضح من خلالها بالملموس الإهمال الناتج عن سوء التدبير والتسيير، حيث يصعب التنقل بها، كما أن الأزبال المنتشرة في كل مكان زادت الوضع صعوبة وتعد نموذجا آخر للعشوائية والارتجال الذي يطبع تدبير شؤون الساكنة من طرف القائمين عليها، وإيثارا لمصلحة بعض الأشخاص على المصلحة العامة.