يعود سكان الجماعة القروية تنشرفي التابعة لدائرة العيون الشرقية، الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم تاوريرت، إلى احتجاجاتهم ضد التهميش والإقصاء والعطش، حيث نظم سكان دوار كهف ذرغال قبيلة بني يعلا بالجماعة ذاتها، صباح أول أمس الخميس، مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام في اتجاه مدينة العيون الشرقية للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء وفك العزلة عنهم عبر إحداث مسالك وطرقات. المحتجون عبروا عن إحباطهم وسأمهم من الوعود التي منحت لهم ولا زالت تمنح لهم كلما انتفضوا على واقعهم المرير دون الوفاء بها ثم يتركون وحدهم مع معاناتهم، صيفا وشتاء، ولا أحد يتذكرهم. وصلت المسيرة، في حدود منتصف النهار إلى منطقة سيدي موسى، بعد أن قطعت حوالي 20 كلم، حيث كان بانتظارهم ممثلو السلطة المحلية (رئيس الدائرة وقائد قيادة مستكمار)، الذين دخلوا معهم في حوارات ماراثونية، انتهت باتفاق رفع هذا الشكل الاحتجاجي، على أمل أن يعقد اجتماع مع ممثلين عن سكان المنطقة بهدف إيجاد حل لهذا المشكل. يذكر أن المنطقة عرفت خلال الأشهر الماضية مجموعة من الاحتجاجات المتنوعة المطالبة بفك العزلة عن الدواوير وتوفير الماء الشروب والكهرباء والطرقات حيث يعاني سكان بعض الدواوير من صعوبة الحصول على الماء الصالح للشرب، في ظل مسالك وعرة وتضاريس جبلية مستحيلة العبور وانعدام طريق معبدة تربط دوارهم بباقي الدواوير وبالطريق المعبدة تمكنهم من طلب المساعدة. إن العديد من هؤلاء السكان بدواوير دائرة العيون الشرقية يعيشون في القرون الوسطى بمناطق قاحلة بدون مسالك، ويعانون من الجفاف والعطش فضلا عن غياب المرافق الضرورية للحياة الكريمة (الصحية والاجتماعية)، ويقاومون ظروف العيش القاسية في ظل عجز الجماعات القروية أو تجاهلها لهم، وذلك ببيع رؤوس من قطعانهم لضمان عيش الباقي، لكن العديد منهم تخلصوا من أغنامهم ببيعها ورحلوا إلى المدن المجاورة، وآخرون تخلوا عن أراضيهم وهاجروا إلى ضواحي المدن في أحياء هامشية تفتقر لأدنى وسائل العيش الكريم، ومنهم من التجؤوا إلى عائلاتهم بعد أن «حرك» أبناؤهم إلى ما وراء البحر...