قال الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية محمد بنعبد القادر أول أمس الاثنين في دبي إن الوزارة عملت على وضع استراتيجية طموحة، تضع المواطن في صلب انشغالات المرفق العمومي، وفق برنامج عمل لإصلاح الإدارة يستهدف إحداث أربعة تحولات تهم الجوانب التنظيمية و التدبيرية والتخليقية والرقمية . واضاف بنعبد القادر، الذي كان يتحدث خلال مائدة مستديرة نظمتها الجمعية الإفريقية للإدارة العمومية والتدبير ومركز أمريكا اللاتينية للتنمية الإدارية (كلاد) على هامش الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات، أن الإدارة لم تعد مجرد أداة لتطبيق السياسات الحكومية، وتنفيذ القرارات السياسية، بل أصبحت الدعامة لكل تغيير اقتصادي واجتماعي ومفتاح الحكامة الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، واصفا تحديث وتطوير أداء الادارة بالنواة الرئيسية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتجاوب مع انتظارات المواطن والمقاولة وتخطي مختلف الاكراهات والعوائق. وسجل الوزير أن الوزارة تعمل على تشجيع الابتكار ودعم التنافس بين الإدارات العمومية من خلال عدة مبادرات رائدة تتوخى تحديث الإدارة وتحسين مردوديتها منها الجائزة الوطنية للإدارة الإلكترونية «امتياز» وصندوق تحديث الإدارة العمومية. وتندرج الجائزة الوطنية للإدارة الإلكترونية «امتياز» في إطار استراتيجية الحكومة الرامية إلى تحديث الإدارة وتحسين مردوديتها وجعلها أكثر استجابة لحاجيات وتطلعات المرتفقين (مواطنين ومقاولات)، عبر استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، كما تعد حافزا وتكريما معنويا للإدارات الأكثر تميزا وكفاءة في تطوير خدمات إدارية إلكترونية تستجيب لحاجيات المرتفقين وترقى إلى تطلعاتهم. وأشار الى أن جائزة «امتياز» تتوج أهم الخدمات الإدارية الإلكترونية المقدمة للمرتفقين عبر مختلف القنوات الالكترونية: شبكة الانترنت (المواقع والخدمات الإلكترونية)، والهاتف (مراكز الاتصال) والتطبيقات الذكية (الهواتف الذكية)، والتي تحقق أعلى مستوى من تلبية حاجيات المواطنين والمقاولات. من جهة أخرى، أبرز بنعبد القادر أهمية مبادرة صندوق تحديث الإدارة العمومية الذي يتوخى تعبئة القطاعات الحكومية حول المحاور الاستراتيجية للتحديث وتيسير التعاضد بينها من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة واستثمار نتائجها. كما يرمي الصندوق الى ضمان التمويل المصاحب لمبادرات التحديث الإبداعية داخل الإدارة العمومية وترسيخ قيم التنافس وتعزيز روح التباري بين الإدارات للانخراط في مسار التنمية الإدارية. ويندرج أيضا في نطاق دعم التشاور والتنسيق والتقييم وكذا تعزيز المقاربة المساهماتية بوصفها أحد الاختيارات المنهجية التي تستند إليها استراتيجية تحديث الإدارة. وخلص بنعبد القادر الى ان المغرب انطلاقا من انتمائه الإفريقي، وتجذره القاري، يتقاسم مع أشقائه الأفارقة نفس التحديات ونفس الطموح، حيث انخرط بفضل التوجيهات الملكية الرشيدة، في سلسلة من الإصلاحات الرامية إلى الاستثمار في الرأسمال البشري وتدعيم قدراته على التدبير والابتكار والإبداع وجعله ركيزة أساسية وقاطرة لإعداد وتفعيل وتنزيل النموذج التنموي، وذلك لما له من دور محوري في كسب رهان التنمية المستدامة في المملكة. وفي ختام هذا اللقاء تباحث بنعبد القادر مع الامين العام لمركز أمريكا اللاتينية للتنمية الإدارية فرانسيسكو خافيير فلاسكيس لوبيز الذي وجه له الدعوة بصفته رئيسا لمجلس إدارة المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء «كافراد» لحضور المؤتمر المقبل لمركز (كلاد) الذي سينعقد بالارجنتين. وكان بنعبد القادر قد شارك على هامش أشغال القمة ايضا في ورشة نظمها البنك الدولي حول برنامج تعزيز كفاءات الحكومات، وفي لقاء حول دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تطوير تقديم الخدمات العمومية. كما أجرى مباحثات مع رئيس وكالة الدولة للخدمات العمومية والابتكار الإجتماعي لجمهورية أذربيجان، أولفي مهديييف حول مجال النهوض بالخدمات الادارية.