قال المخرج الاذربيجاني ألشين موسى أوغلو، الذي عرض صباح اليوم الأحد فيلمه "نبات" في إطار المسابقة الرسمية للدورة 14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إنه يهدي فيلمه لجميع نساء العالم تحية وتقديرا لشجاعتهن. وأضاف موسى أوغلو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب العرض، إن الفيلم رؤية فنية تتناول معاناة الأمهات اللواتي يفقدن أبناءهن وأقاربهن بسبب الحروب. وأوضح أن المشاعر التي جسدتها الممثلة الإيرانية الكبيرة فاطمة معتمد آريا أبانت عن قدرة الممثلة على تقديم أداء تعبيري يمزج بين الحنو والحزن والشجاعة والكرامة وهي سمات تليق بكل نساء العالم بغض النظر عن انتماءاتهن وعقائدهن. وعبر المخرج الأذربيجاني، الذي يتنافس على النجمة الذهبية للمهرجان، عن سعادته بالمشاركة في تظاهرة من هذا الحجم والاستفادة من الإشعاع الذي تحظى به، مشيدا بالمستوى العالي للجمهور في احترامه للعمل السينمائي وتفاعله الذكي مع رسائله. يشار إلى أن المخرج ألشين موسى أوغلو قد ولد سنة 1966 في باكو (أذربيجان)، كتب وأخرج أزيد من خمسين فيلما وثائقيا. لقيت أفلامه نجاحا كبيرا لدى النقاد والجمهور، ونالت العديد من الجوائز في عدة مهرجانات دولية. من بين أفلامه الوثائقية (ليلى والمجنون) و(سجاد أذربيجان) و(رستام) و"نيازي" ومن جانبها، اعتبرت الممثلة الإيرانية فاطمة معتمد آريا أن مهرجان مراكش يعد واحدا من أهم المواعد السينمائية في العالم بالنظر إلى جودته التنظيمية وبرمجته الفنية من خلال اختيار أفلام عالية المستوى. ولم تخف النجمة الإيرانية بدورها تأثرها بالتفاعل الذي عبر عنه جمهور متذوق للفن السينمائي مع أدائها لدور "نبات". يذكر أن الفيلم الأذربيجاني ''نبات'' المتميز، قصة إخراجا وأداء، يحكي قصة بسيطة لكنها مؤثرة في نفس الوقت لسيدة تدعى ''نبات'' تهتم بتفان بزوجها المريض في منزل صغير وسط جبال معزولة عن أقرب قرية. وتعيش ''نبات'' رفقة زوجها المسن ''إسكندر''، حارس الغابات السابق بعد أن خطفت الحرب إبنهما، وبات مورد رزقهما الوحيد هو ما تجود به بقرة من حليب تحمله ''نبات'' كل يوم لتبيعه في القرية. وباقتراب شبح الحرب تدريجيا من أقرب قرية لمنزلها وبعد وفاة زوجها ''إسكندر''، ستجد ''نبات'' نفسها تعيش وحيدة في مكان مهجور، خال تماما إلا من صوت أفكارها الشاردة وأنين عزلتها وذكرياتها الهاربة. ونجحت الفنانة الإيرانية المعروفة، فاطمة معتمد آريا ''نبات''، في تجسيد المشاعر العميقة التي تسند نص الفيلم ورسالته فورطت المشاهد في صلب الموضوع من خلال أدائها الصادق وقدراتها التمثيلية العالية التي وضعت فيها نتاج خبراتها الفنية.