أكد رئيس الحكومة المحلية لجزر الكناري فرناندو كلابيخو، أول أمس الثلاثاء بالرباط، على الإرادة القوية في تعزيز مجالات التعاون وتنويعها مع المغرب، مشيرا على الخصوص إلى مجالات الطاقة والنقل والسياحة والاقتصاد الأزرق. وأبرز كلابيخو، خلال مباحثات أجراها مع رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي وحضرها سفير إسبانيا بالرباط، أهمية إقامة خط بحري بين طرفاية وجزر الكناري، مشيرا إلى أن جزر الكناري تستقبل حوالي 16 مليون سائحا سنويا، وأن تعزيز النقل مع المغرب سيساهم في تطوير التبادل السياحي والتجاري بالمنطقة. وحسب بلاغ لمجلس النواب، فقد أكد المالكي، من جهته، على أهمية تعزيز العلاقات بين المغرب وجزر الكناري، مشيرا إلى توفر إمكانات وفرص كبيرة للتعاون يتعين استثمارها. وأوضح أنه بالنظر لقربهما الجغرافي وموقعهما على المحيط الأطلسي فإن المبادلات التجارية والاقتصادية والسياحية بين المناطق الجنوبية للمملكة على الخصوص وجزر الكناري بإمكانها أن تتعزز وتتطور أكثر، كما سجل المالكي أهمية التجربة الإسبانية في مجال الجهوية واللاتمركز، لافتا إلى أن المغرب بصدد تكريس الجهوية المتقدمة بما يتيح تنمية مستدامة ومتوازنة بين جهات المملكة. وعلى الصعيد البرلماني، أعرب رئيس مجلس النواب عن الرغبة في توطيد التعاون مع برلمان جزر الكناري، وإعطائه دفعة جديدة عبر التوقيع على اتفاقية للتعاون بين المؤسستين التشريعيتين. وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، أول أمس الثلاثاء، أهمية إحداث قطب للتعاون ثلاثي الأطراف يضم كلا من المغرب وبلجيكا وإفريقيا، يوجه لتنمية القارة الإفريقية. ونوه المالكي، خلال مباحثات أجراها مع وزير الثقافة والإعلام والشباب وشؤون بروكسيل بالحكومة الفلامانية سيفن غاتز، بمستوى العلاقات الثنائية التي تجمع المغرب وبلجيكا، مشيرا إلى أن هذه العلاقات شهدت خلال سنة 2018 دينامية جديدة لاسيما بعد الزيارة التي قامت بها الأميرة أستريد للمملكة على رأس وفد هام من رجال الأعمال. وذكر بلاغ لمجلس النواب، أن المالكي أكد أن بلجيكا تعتبر بلدا متميزا على المستوى المؤسساتي، مثمنا في هذا الصدد دفاعها عن الهويات وعن التعددية الثقافية، ومبرزا الحضور القوي والمتميز للجالية المغربية المقيمة ببلجيكا التي تعتبر ثاني جالية أجنبية مقيمة في هذا البلد. وأوضح رئيس مجلس النواب أن المغرب، الذي يوجد في مرحلة تفعيل نظام الجهوية المتقدمة، يحرص على الاستفادة من التجربة والخبرة التي راكمتها بلجيكا في هذا المجال. وتطرق إلى العلاقات المغربية - الأوروبية، حيث جدد، في هذا السياق، تشبث المغرب بالاتحاد الأوروبي كفضاء اقتصادي يجب تعزيزه. وبهذه المناسبة، أطلع رئيس مجلس النواب المسؤول البلجيكي على مستجدات قضية الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن المغرب يطمح، تحت رعاية الأمم المتحدة، إلى التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه من قبل الأطراف المعنية بهذا النزاع المفتعل. وذكر أيضا بمبادرة جلالة الملك محمد السادس الرامية إلى وضع آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين المغرب والجزائر، لتجاوز كل المعيقات التي تحول دون تقوية العلاقات بين البلدين وبناء الفضاء المغاربي المشترك. من جانبه، أكد وزير الثقافة والإعلام والشباب وشؤون بروكسيل بالحكومة الفلامانية أن زيارته للمملكة تهدف أساسا لبحث سبل تعزيز وتوسيع التعاون الثنائي بين بلجيكا والمغرب في المجال الثقافي. وأبرز غاتز الدينامية التي تشهدها علاقات الشراكة بين المغرب وجهة فلامانيا ببلجيكا على الخصوص، مشيرا في هذا السياق إلى دار الثقافة المغربية - الفلامانية “دارنا” ببروكسل، والتي تشكل فضاء خصبا للتبادل الثقافي بين البلدين. وأجرى رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي مباحثات مع رئيس الجمعية الوطنية لغينيا كوناكري كلود كوري كونديانو ، تمحورت حول إعطاء دفعة جديدة لعمل مجموعتي الصداقة البرلمانية بالبلدين. وذكر بلاغ لمجلس النواب أن الطرفين اتفقا على التوقيع على اتفاقية للتعاون بين المؤسستين التشريعيتين ستشكل إطارا لتوطيد الشراكة وتعزيز تبادل الخبرات والتجارب بينهما. وأضاف أن كلود كوري كونديانو، أشاد، خلال هذا اللقاء، بالعلاقات التاريخية الأخوية التي تجمع البلدين، مسجلا أن المغرب وقف دائما إلى جانب غينيا كوناكري وساهم في تكوين عدد كبير من الأطر الغينية. وأعرب رئيس الجمعية الوطنية لغينيا كوناكري، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل وصداقة للمغرب على رأس وفد برلماني يضم على الخصوص رئيس لجنة الاقتصاد والمالية بالجمعية، عن الرغبة في الاستفادة من تجربة مجلس النواب عبر تنظيم دورات تدريبية لفائدة الأطر الإدارية بالجمعية الوطنية . وشدد رئيس الجمعية الوطنية لغينيا على مساندة بلاده للوحدة الترابية للمملكة المغربية، حيث أكد أن “قضية الصحراء المغربية قضية عادلة والمغرب يدافع عن قضية نبيلة”، مؤكدا دعم بلاده لانضمام المغرب للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (سيداو)، والتي ستصبح أكثر قوة واندماجا بانضمام المملكة. وأعرب كلود كوري كونديانو عن امتنانه لجلالة الملك محمد السادس الذي حرص على حضور المغرب في احتفالات الذكرى الستين بعيد الاستقلال الوطني لجمهورية غينيا كوناكري التي أقيمت السنة الماضية، معبرا عن إعجابه بالتطور الكبير الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات. من جهته، نوه رئيس مجلس النواب، خلال هذا اللقاء الذي حضره سفير غينيا بالرباط، ورئيس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، بعلاقات الصداقة القوية التي تجمع البلدين منذ استقلالهما، مشيرا إلى الدور المتميز الذي قام به المغفور لهما جلالة الملك محمد الخامس والرئيس “أحمد سيكو توري” في دعم نضال شعوب القارة الإفريقية ضد الاستعمار، وفي إرساء دعائم العمل الإفريقي المشترك عبر تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية. وأكد رئيس مجلس النواب أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس اتخذ من التعاون جنوب-جنوب خيارا استراتيجيا، وتعتبر علاقته مع غينيا نموذجا في هذا الإطار، مذكرا في هذا الصدد، بالزيارات التي قام بها جلالة الملك لغينيا وما واكبها من توقيع على اتفاقيات للتعاون في عدة مجالات حيوية. وثمن المالكي، يضيف البلاغ، مواقف غينيا المساندة للوحدة الترابية للمملكة، ولعودة المغرب للاتحاد الإفريقي، معربا عن الإرادة القوية في تمتين أواصر التعاون بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين.