خلال تمثيله لجلالة الملك محمد السادس في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال جمهورية غينيا استقبل الرئيس الغيني، ألفا كوندي، أول أمس الثلاثاء بكوناكري، رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي. ومثل المالكي جلالة الملك محمد السادس في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال جمهورية غينيا، وكان مرفوقا بسفير جلالة الملك بكوناكري، إدريس اسباعين. وبهذه المناسبة، عبر الرئيس كوندي عن اعتزازه بحضور ممثل لجلالة الملك في هذه الاحتفالات، مبرزا تقديره الكبير لمجهودات جلالة الملك ومبادراته لتقوية التعاون جنوب-جنوب التي فتحت آمالا وأعطت نفسا جديدا للعلاقات الثنائية خدمة لمستقبل واعد لشعوب القارة الإفريقية. من جانبه، تقدم المالكي بصادق تهاني جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس ألفا كوندي، ومن خلاله إلى الشعب الغيني بهذه المناسبة التاريخية، والتي لها رمزية قوية في مسار كفاح الشعب الغيني والشعوب الإفريقية عامة من أجل الاستقلال. واعتبر رئيس مجلس النواب أن الأمر يتعلق بمناسبة لاستحضار كفاح رموز القارة الإفريقية للدفاع عن استقلال شعوبها وتحريرها ووحدتها على أساس الاندماج، وكذا لاستحضار ما قام به جلالة الملك المغفور له محمد الخامس إلى جانب قادة كبار بما سمي «مجموعة الدارالبيضاء» سنة 1961، وفي مقدمتهم أحمد سيكو توري، جمال عبد الناصر، غوامين كروما، موديبو كيتا… وذكر أن هذه المجموعة دافعت عن الوحدة الترابية لدول إفريقيا وتحريرها وفق قيم السلم، وهي القيم الأصيلة التي بادروا من خلالها إلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963. وخلص المالكي إلى أن احتفالات الذكرى الستين لاستقلال جمهورية غينيا تشكل مناسبة لا ترتبط فقط بجمهورية غينيا كوناكري، ولكنها تمتد إلى الرمزية التاريخية لكل هذه الأحداث المشرقة لهؤلاء القادة الأفارقة. وعلى هامش هذه الاحتفالات، التقى المالكي بعض رؤساء الدول الإفريقية، وفي مقدمتهم رئيس جمهورية النيجر، ورئيس جمهورية مالي، اللذين كلفاه بنقل تحاياهما وتقديرهما لجلالة الملك محمد السادس. كما التقى رئيس مجلس النواب أعضاء ومسؤولين كبار في الحكومة الغينية الحالية، وعلى رأسهم الوزير الأول، بالإضافة إلى مستشارين للرئيس ألفا كوندي. إثر ذلك، زار المالكي رفقة نظيره رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية غينيا كوناكري، كلود كوري كونديانو، ضريح الفقيد القائد أحمد سيكو توري، أول رئيس غيني، بحضور ابنته أمينة تا توري عمدة دائرة كالوم بكوناكري. وفي نفس الإطار تباحث الحبيب المالكي مع رئيس الجمعية الوطنية لغينيا، كلود كوري كونديانو، بحضور إدريس اسباعين، سفير جلالة الملك محمد السادس. وخلال هذا اللقاء شكر رئيس مجلس النواب لكلود كوري كونديانو طيب واهتمام الاستقبال من لدن المسؤولين الغينيين، مشيرا إلى أن حرص جلالة الملك محمد السادس الحضور ومواكبة الاحتفال بالذكرى الستين لعيد استقلال جمهورية غينيا يترجم إرادة جلالته الثابتة في الوفاء بنهج تقوية التعاون جنوب-جنوب، مضيفا أن التاريخ المشترك بين المملكة المغربية وغينيا كوناكري منذ فجر الاستقلال، يجعل العمل بينهما تكامليا ووثيقا. ومن جانب آخر اعتبر الحبيب المالكي أن تعزيز الدبلوماسية البرلمانية بين الجانبين يمكنه أن يقوي أواصر الأخوة والعلاقات السياسية والفرص الممكنة للتبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية، وذلك عبر اعتماد تبادل مؤسساتي لوفود برلمانية لمجموعتي الصداقة للطرفين. وفي نفس السياق، دعا رئيس مجلس النواب إلى مواصلة التنسيق على مستوى البرلمانات الإقليمية والدولية، خاصة بعد رجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وما يواكب ذلك من اندماج وانخراط في مختلف المؤسسات الإفريقية الجهوية ذات الصِّلة، ونفس الأمر في ما يتعلق بطلب الانخراط في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو). وفِي الأخير توجه الحبيب المالكي بدعوة نظيره الغيني لزيارة المغرب، والتعرف على مختلف الأوراش المباشرة في المجال التنموي. من جانبه شكر كلود كوري كونديانو جلالة الملك على حضور المملكة المغربية لتخليد الذكرى الستين لاستقلال جمهورية غينيا ومن خلالها الاحتفاء برموز الوحدة والتضامن والاندماج الإفريقي، كما أكد على تطابق وجهات النظر مع رئيس مجلس النواب المغربي في ما يخص التكامل والتعاون البرلماني من خلال مجموعتي الصداقة بالمجلسين، ورحب رئيس الجمعية الوطنية بدعوة الحبيب المالكي لزيارة المغرب بداية السنة القادمة. وفي ما يتعلق بطلب انخراط المغرب في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو)، أكد كلود كوري كونديانو أن جمهورية غينيا كوناكري تظل وفية لقناعتها في دعم المملكة المغربية للانخراط التام في (سيداو)، وهي تدعو باقي الأطراف إلى النظر إلى الأمر بمنطق مستقبلي استشرافي وليس بمنطق آني، خدمة لمكونات المجموعة ولحلم الاندماج الإفريقي الذي ينادي به الجميع.