بعد افتتاح سوق القرب الفتح بالحي المحمدي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بالدارالبيضاء، الذي يدخل في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي تم بموجبها الاتفاق من جهة أولى بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ممثلة في شخص رئيسها عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، واللجنة المحلية للتنمية البشرية في شخص رئيس مقاطعة الحي المحمدي من جهة ثانية، والجمعية الحاملة للمشروع، والذي يضم 209 مستفيدة ومستفيد، احتج صباح الاثنين 14 يناير 2019، وفي غياب الجمعية الحاملة للمشروع، العشرات من الباعة الجائلين المستفيدين من السوق، الذي يجاور سوق بيع الدجاج بالجملة، و»ذلك بسبب استمرار نفس المشاكل التي ظل دائما يتخبط فيها ويعاني منها منذ افتتاحه لأول مرة سنة 2005، والتي حالت دون نجاحه كمشروع تنموي جاء ليحل مشاكل الباعة الجائلين بالمنطقة» يقول بعض الباعة ، مشيرين إلى أنه «مباشرة بعد مرور شهرين بالضبط حينها على الافتتاح سنة 2005، بدأت عملية انسحاب الباعة المستفيدين من السوق المذكور بسبب الركود الذي عانوا من ويلاته نتيجة لعدم إقبال الساكنة عليه ، والذي سبب لهم الخسارة عوض الربح، ليجدوا أنفسهم يعودون إلى الشارع من جديد وهم أصحاب محلات في فضاء تجاري أنشئ من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية ويضمن لهم قوتهم اليومي والكرامة في العيش..» . وضع أسفر عن إغلاق المرفق في وقت تكاثرت أعداد الباعة الجائلين والأسواق العشوائية، رغم ما لذلك من آثار سلبية تمثلت في احتلال الملك العمومي؛ وبالمقابل أصبح السوق النموذجي المذكور مكانا لتجمع المتسكعين والمشردين وبائعي الخردة والمتلاشيات..، الى حين عودة افتتاحه مجددا قبل شهر، بعد إجلاء الباعة من دروب وأزقة درب مولاي الشريف خصوصا وأماكن اخرى بالمنطقة… واشتكى التجار المعنيون من «عدم الاستماع لمطالبهم من قبل الجهات المعنية، بخصوص نقائص السوق، والذي، حسب رأيهم، شيد بدون دراسة شمولية في غياب مقاربة تشاركية تكاملية بين الباعة، حيث تجد الجميع يمتهن بيع الخضر فقط، مع تغييب بائعي اللحوم والأسماك وغيرهم..»، إضافة إلى « انعدام التجهيزات والبنيات التحتية والمرافق الاساسية الضرورية كالمراحيض والولوجيات بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، ناهيك عن عدم جمالية السوق سواء من الداخل والواجهة لجلب الزبائن، مع اشكالية النظافة والإنارة والأمن ليلا». كما تطرق المحتجون إلى «صعوبة الوصول اليه بسبب الطريق غير المؤمنة، مع كثرة وسائل النقل التي تتخذ من شارع ابن الونان الذي يتواجد به السوق طريقا اساسيا ورئيسيا لها، مع تسجيل غياب مكان لوضع السيارات وغيرها» . و»هي مشاكل أثرت بشكل او بآخر على نجاح السوق، وجعلت العديد من الباعة يغلقون الاماكن المخصصة لهم، ويعودون للبيع كما السابق في الشارع العام والأزقة ، وهو ما يؤدي إلى احتلال الملك العام، ويجعل باعة آخرين يفكرون في نفس الحل بسبب الاضرار التي لحقتهم جراء ذلك» ، محملين السلطات المعنية « مسؤولية الوضع، في ظل غياب اي تجاوب مع مطالب الباعة المشروعة «. وقد حضرت للوقفة الاحتجاجية السلطات المحلية ممثلة في قائد المنطقة . ويبقى التساؤل المطروح ، تبعا للمعطيات السالف ذكرها : ما الذي تغير، بين افتتاح سوق القرب سنة 2005 ووضعيته سنة 2019، اي بعد مرور 14 سنة عن افتتاحه اول مرة، وإغلاقه مرات عديدة ، في ظل استمرار نفس المشاكل التي احتج عليها الباعة مؤخرا ؟ « .