أكدت ممثلة منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) بالمغرب، جيوفانا باربيريس، الاثنين بالرباط، اِلتزام المنظمة بدعم شركائها من أجل اعتماد مجموعة من التدابير لإرساء مدرسة قادرة على الاستجابة لتنوع تلامذتها، بغض النظر عن أصولهم ووضعيتهم الصحية ومستواهم السوسيو-اقتصادي. وركزت باربيرس، خلال ندوة دولية نظمها، على مدى يومين، المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بتعاون مع منظمة «اليونيسيف»، حول موضوع « الحق في التربية الدامجة: انتقال مفاهيمي، وتحول الممارسات»، على الحاجة إلى مقاربة دامجة في معناها الشمولي مكافحة للتهميش وواعدة بالاختلاف. وبعد أن توقفت عند التقدم المهم الذي أحرزه المغرب لضمان حصول كل طفل على تعليم ذي جودة، سجلت أن العديد من الأطفال لا يزالون خارج النظام التربوي، لا سيما الأطفال في وضعية إعاقة، مبرزة أن معدل تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة في السلك الابتدائي لا يسير في نفس منحى متوسط التعليم الوطني. من جهتها، قالت لطيفة جبابدي، عضو اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائل الديداكتيكية بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن هذه الندوة تعد محطة أساسية في عمل المجلس على مواكبة تفعيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، من خلال التقييم والبحث والتناظر العلمي والنقاش العمومي، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يكتسي أهمية قصوى لكونه يتمحور حول موضوع تعليم الأطفال في وضعية إعاقة، الذي يوجد في صلب مرتكزات ومقومات وغايات الإصلاح. وأوضحت أن غايات الإصلاح تتمثل في الإنصاف والجودة والارتقاء بالفرد والمجتمع، والذي بوأته الرؤية الاستراتيجة مكانة بارزة ضمن رافعات الإصلاح واعتبرته من رهاناته الأساسية، مبرزة أن الرؤية تؤكد على ضرورة ضمان الحق في التعليم للأطفال في وضعية إعاقة، والتكوين الجيد على أساس من المساواة وتكافؤ الفرص، وكذا اعتماد مخطط وطني للتربية الدامجة يضع حدا لوضعية الإقصاء والتمييز. من جانبها، أكدت رحمة بورقية، مديرة الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن هذا اللقاء يروم فتح نقاش جدي ومثمر مع المجتمع التربوي وجل الفاعلين حول تربية الأطفال في وضعية إعاقة، وكذا تعميق التفكير حول القضايا التي أوصت بها الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 عندما جعلت من الإنصاف إحدى دعائمها الأساسية. وأبرزت أن مناقشة الانتقال المفاهيمي لصالح التربية الدامجة، هو التفكير في النظرة التي يرى بها المجتمع والمدرسة الأطفال في وضعية هشاشة وإعاقة، من أجل أن يعيش كل طفل، كيفما كانت وضعيته، في مناخ يسوده الاعتراف بالاختلاف والتنوع الذي يحمله كل كائن، مؤكدة أن الانتقال المفاهيمي يدفع إلى التساؤل حول السياسات العمومية وحول النهج الذي تعتمده بشأن تربية هؤلاء الأطفال. وتندرج هذه الندوة، التي تهدف إلى إتاحة فضاء للتفكير في تحديات تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة والبحث عن سبل العمل من أجل تربية دامجة، في إطار تعميق وإغناء المجلس للرؤية الاستراتيجية 2015-2030، التي جعلت من الإنصاف، أحد أهم أسس إصلاح منظومة التربية والتكوين بالمغرب، كما تشكل فرصة للتبادل وتزويد عدد من الفاعلين والمهتمين بحقل التربية بمعلومات تهم السياسات والتصورات والممارسات في مختلف الدول المشاركة. ويتضمن برنامج هذه الندوة الدولية، بالإضافة إلى عدد من الورشات، ثلاث جلسات تتناول مواضيع تهم «التربية الدامجة: ما هي المسارات المتخذة والتحديات التي يجب رفعها»، و»التربية الدامجة: تحديات وابتكارات في مجال التقييم»، و»التربية الدامجة : ما هي أساليب ومساطر العمل المشترك». و.م.ع