لدولة فلسطين حضور بارز في المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان المنعقد بمراكش ، فقد كان الصوت الفلسطيني مؤثرا في لحظة الافتتاح من خلال الرسالة التي وجهها للمنتدى الرئيس أبو مازن ، و تواصل بالمشاركة الفعلية لمجموعة من الشخصيات الفلسطينية منهم جهاد أبو زيد عضو المجلس التشريعي عن القدس وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ، ويحيى يخلف وزير الثقافة الفلسطيني السابق و مستشار الرئيس محمود عباس ، وسفير دولة فلسطين بالمغرب أمين أبو حصيرة . في هذا الحوار يتحدث سفير دولة فلسطين ببلادنا عن رهانات هذا الحضور للقضية الفلسطينية في المنتدى، وعن الجبهة الحقوقية كواجهة للنضال الفلسطيني من أجل تثبيت حقوقه على أرض الواقع . { سعادة السفير ، أية رسالة جئتم لتبليغها للمشاركين في المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان ؟ جئنا إلى المنتدى لنوجه رسالة شكر أولا للمغرب ملكا وشعبا وحكومة على دعمه الدائم للفلسطينيين ولقضيتهم العادلة، مثلما نشكر المنظمات المدنية والهيئات السياسية المغربية وعموم أبناء هذا الوطن العزيز على مساندتهم المتواصلة للشعب الفلسطيني و لحقوقه المشروعة. في هذه اللحظة الحقوقية التي يجتمع فيها المدافعون عن حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم، جئنا ،أيضا، لنذكر بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني التي يهدرها الاحتلال الإسرائيلي، وهي حقوق لا تتجزأ ولا يمكن التنازل عنها وفي مقدمها حقه في إزالة الاحتلال وإيقاف الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل . والرسالة التي وجهها الرئيس محمود عباس إلى المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان ، تريد أن تذكر العالم بالقضية الفلسطينية . لأن بلدان العالم والأمم المتحدة عليها مسؤولية أخلاقية تجاه هذه القضية . فالأمم المتحدة وبعض الدول خلقت إسرائيل ، ولم تخلق الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة . لذلك عليها العمل بكل ما تستطيع للضغط على المحتل الإسرائيلي لمغادرة أرضنا ، لكي ينعم شعبنا باستقلاله وحريته ، ويكون بإمكان الإنسان الفلسطيني ممارسة حقوقه المتساوية كباقي الشعوب . { طرح المنتدى عدة قضايا مستجدة في مجال حقوق الإنسان مثل حقوق المسنين و حقوق الإنسان والأنترنيت وغيرها، هل الشعب الفلسطيني معني بمثل هذه القضايا أم أنه له أولويات خاصة ؟ حقيقة هناك الأولوية القصوى لدى الفلسطينيين جميعا ، وهي التخلص من الاحتلال وبناء المؤسسات الديمقراطية في دولة حرة ديمقراطية، وإعلان الاستقلال الفلسطيني كرس الصبغة الديمقراطية التعددية للدولة الفلسطينية، مثلما كرس المساواة بين الرجل والمرأة، واحترام حقوق الإنسان داخل هذه الدولة بغض النظر عن اتجاهاته وانتمائه السياسي أو الديني أو الجنسي ، وكرس احترام حق المرأة وحقوق الطفل . وإجمالا فكل القضايا التي تهم ناشطي حقوق الإنسان هي موجودة في إعلان الاستقلال الفلسطيني ، لكن الأولوية هي التخلص من الاحتلال لإقامة هذه الدولة الفلسطينية المستقلة وبنائها على أسس ديمقراطية سليمة . { ربما هناك أولوية مستعجلة تتعلق بالحقوق الثقافية وخاصة في ما يرتبط بمخطط تهويد القدس وإزالة معالمها الثقافية العربية ، ومحاولة طمس هويتها .. مدينة القدس تتعرض كل يوم لهجمة شرسة من قبل المستوطنين الإسرائيليين .ويوميا هناك مجموعات لمستوطنين تدخل عنوة للمسجد الأقصى بحماية من الجيش والشرطة الإسرائيليين ، ويريدون أن يتقاسموا مع العرب المسلمين الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، إنهم يريدون تقسيمه في الزمان والمكان ، جزء لهم وجزء للمسلمين ، وقت لهم ووقت للمسلمين ، كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل قبل عدة سنوات . هذا هو المخطط الإسرائيلي ، فهم يريدون أيضا إخراج المواطنين المقدسيين من بيوتهم ومن محلاتهم ومن أراضيهم ومن تجارتهم ، وفرض ضرائب باهظة عليهم كي يخرجوا من هذه المدينة ، ويحل محلهم مستوطنون إسرائيليون جدد . إنهم يريدون تغيير الهوية العربية الإسلامية المسيحية لمدينة القدس ، ولكن صمود أهلنا هو من يمنعهم من تحقيق أهدافهم ، ودعم إخوتنا العرب وخاصة المغرب وبشكل أخص جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس ، ودعمه المتواصل لأهلنا في القدس يزيدهم إصرارا وإيمانا بعدالة قضيتهم ومقاومتهم لمحاولات تهويد مدينتهم .