جرت المباراة بين حسنية أكادير والاتحاد الزموري للخميسات، برسم الدورة العاشرة من البطولة الاحترافية، تحت الأمطار القوية التي تشهدها أكادير، ومنطقة سوس عموما هذه الأيام. والانتقال إلى ملعب أدرار الكبير لم يكن بالهين. لهذا فجماهير الفريق السوسي تعاني الكثير ، حتى قبل الأمطار، مع معضلة التنقل إلى الملعب، والذي للإشارة تحج إليه جماهير من منطقة أكادير الكبير، ونقصد بها جماهير إنزكان، وآيت ملول، والدشيرة ، وبنسركاو، وتيكيوين، وأنزا. ناهيك عمن يأتون من أولاد تايمة. فهناك معاناة حقيقية للوصول الى هذا الملعب. المباراة بين الفريقين، والتي قادها الحكم صبري كريم من عصبة البيضاء، دخلها الفريق الأكاديري منقوصا على مستوى منطقة الوسط من خدمات لاعبه سفيان زكريا، وهجوميا من غياب هدافه زوني كومانا. وقد عرف الشوط الأول استحواذا على الكرة من طرف عناصر الفريق الزموري، الذي كان أحسن انتشارا على رقعة الملعب. هذا رغم أن فريق الحسنية بادر، منذ البداية، إلى البحث عن هدف السبق بواسطة إسماعيل الحداد، الذي ضاعت منه فرصتان، وإن بقي هذا البحث محدودا بحكم حسن انتشار الزوار وتفوقهم على مستوى منطقة الوسط، وعزلة مهاجم الحسنية بديع أووك، الذي لم تصله الكثير من الكرات. بالمقابل الفريق الزموري، من خلال الثلاثي المناصفي، وزوهري، ويحيا كوليبالي، مارس ضغطا متواصلا على المعترك المحلي، وكاد هذا الثلاثي أن يسجل هدف التقدم لولا التدخلات الحاسمة لفهد لحمادي في الدقائق 16 أمام كوليبالي، و 17 أمام المناصفي، ثم 38 أمام زوهري، لينتهي هذا الشوط بنتيجة السلب. الشوط الثاني ارتفعت خلاله حدة الأمطار، التي تساقطت على أكادير، كما ارتفعت خلاله حدة المباراة بين الفريقين، حيث كانت هناك محاولات متبادلة وسريعة بين الفريقين، سيتأتى منها هدف أول للحسنية سيوقع عليه، وضد مرماه، لاعب الفريق الزموري حمزة الهاشمي، وذلك إثر سوء تفاهم مع حارس المرمى (د.53) وتوالى الضغط الهجومي من الطرفين، والذي سيثمر هدف التعادل للزوار في حدود الدقيقة 65، وسيوقع عليه يحيا كوليبالي من كرة مده بها المتألق زوهري. ولتدارك الموقف، أقحم مدرب الحسنية كلا من البركاوي والقيدوم أحمد الفاتحي. وسيتمكن هذا الأخير من أن يوقع الهدف الثاني لفريقه من كرة مرتدة (د. 72). لكن الفريق الأكاديري لم يتوفق في الحفاظ على هذا التقدم، حيث تلقت شباكه هدف التعادل، ومجددا من رجل يحيا كوليبالي من كرة مده بها المهاجم زوهري (د . 81). وكاد لمناصفي أن يضيف هدف التفوق في حدود الدقيقة التسعون لولا التدخل الحاسم لفهد لحمادي، الذي أدى مباراة كبيرة. وخلال الوقت بدل الضائع، كاد مدافع الحسنية محمد الطاوس أن يعطي لفريقه هدف الفوز لولا يقظة الحارس الزموري يونس جليل. وعموما فقد كانت المباراة بين الفريقين شيقة وقوية، خصوصا خلال الشوط الثاني. وإضاعة الفريق الأكاديري لنقط الفوز ترجع، للأسف لأخطاء دفاعية نتمنى أن يتم تصحيحها وتجاوزها. كما أن غياب زومانا يبقى له أثره السلبي على العطاء الهجومي للفريق. ويبقى أن نشير الى أن بداية هذه المباراة عرفت قراءة الفاتحة على ضحايا وشهداء الفيضانات، التي عرفتها وتعرفها منطقة سوس، كما عبرت الأولترات، وتحديدا فصيلي حمهور الحسنية، إيمازيغن وريديلز، عن حدادهما على إثر الفيضانات المأساوية التي تعرفها المنطقة، وتعزيتهما لأسر الضحايا.