اعتبر ادريس لشكر الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن عدم فهم قواعد الحزب الاشتراكي الإسباني لقضية الصحراء واكتفاءه بوجهة نظر البوليساريو، يمكن تغييره «انطلاقا من العمل على المستوى المحلي والجهوي وضمان التواصل بين مغاربة إسبانيا وأعضاء الحزب الاشتراكي»، مؤكدا أن دستور 2011 وسعي المغرب لتنزيل مشروع الجهوية الموسعة «أثبت بالملموس على أن المغرب يسعى بشكل جدي من أجل لتحقيق مبادرة الحكم الذاتي». ودعا ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في افتتاح المؤتمر الرابع لفرع الاتحاد الاشتراكي بإسبانيا الذي انعقد أول أمس السبت بمدينة تاراغونا ( حوالي مائة كلم جنوببرشلونة) ، تحت شعار « المشاركة السياسية من أجل المواطنة الكاملة»، المناضلين الاتحاديين في إسبانيا، والمهجر بصفة عامة ،إلى التعبئة من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية المغربية والوحدة الترابية على وجه الخصوص، والتصدي لخصوم المملكة المتربصين بوحدتها. وقال ادريس لشكر - والذي كان مرفوقا بمحمد الإدريسي الكاتب الأول لفرع الحزب بإسبانيا بمدينة طاراغونا الإسبانية، وعضوة المكتب السياسي للحزب فتيحة سداس - إن القادة السياسيين في إسبانيا، بمن فيهم الاشتراكيين، أصبحوا يتفهمون مواقف بلادنا بخصوص قضية الصحراء المغربية ، عكس قواعد الاحزاب الاسبانية التي ليس لها إلمام بقضية الصحراء». وشدد على ضرورة العمل من أجل التواصل بين مغاربة إسبانيا وأعضاء الحزب الاشتراكي، مشيرا إلى أن دستور 2011 وسعي المغرب لتطبيق الجهوية الموسعة ينم عن إرادة المغرب القوية من أجل تحقيق مبادرة الحكم الذاتي الموسع في أقاليمنا الصحراوية. وأعلن لشكر بهذه المناسبة أن الحزب سينظم ندوة دولية حول الجهوية والحكم الذاتي في المغرب، للتعريف أكثر بمواقف المملكة وبمقترح الحكم الذاتي الهادف إلى الطي النهائي للنزاع في الصحراء ما قد يساعد الجميع على فهم مقترح المغرب لحل قضية الصحراء». واعترف مسؤولون في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بأن نظرة الحزب لقضية الصحراء قد تغيرت وخصوصا على مستوى القيادات، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهم مساء السبت بمدينة طاراغونا الإسبانية، بالكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر. وأكد خوان رافيس عضو البرلمان الإسباني عن الحزب الاشتراكي، بأن قيادات الحزب أصبحت تتعامل بحذر مع جميع المظاهرات التي تقوم بها جبهة البوليساريو في إسبانيا بعد أن كانت تدعمها بقوة في السابق، مضيفا أن هناك توجها لدى قيادة الحزب الاشتراكي الإسباني من أجل دعم مقترح الحكم الذاتي، معللا هذا التوجه بكون «الإصلاحات الدستورية التي قام بها المغرب أعطت مصداقية لهذا الاقتراح». البرلماني الإسباني أكد على أن ما دفع الحزب الاشتراكي إلى تفهم وجهة نظر المغرب في قضية الصحراء، هو ما تواجهه إسبانيا في إقليمكاطالونيا الذي يريد الانفصال «نحن لا نريد لهذا الإقليم الانفصال ولذلك أصبحنا نتقبل قضية الحكم الذاتي أكثر من الانفصال» يقول رافيس. نفس الرأي عبر عنه زميله في الحزب فرانسيس فاليس، عمدة مدينة الريوس الذي شدد على أن «صوت المغرب أصبح مسموعا في الحزب الاشتراكي بعد أن كانت وجهة نظر واحدة هي الحاضرة في أروقة الحزب الإسباني». غير أنه لفت في نفس الوقت إلى أن مشكل الحزب الاشتراكي الإسباني «هو أن قواعد الحزب لا تفهم قضية الصحراء جيدا ومازالت متبنية لوجهة نظر الانفصاليين». عدم معرفة قواعد الاشتراكي الإسباني بقضية الصحراء بشكل جيد مرده حسب البرلماني الإسباني إلى «الحضور القوي لأنصار البوليساريو بين هذه القواعد غير أن هذا الواقع بدأ يتغير مع أحداث الربيع العربي». من جهتها لفتت ياليندا بينيداس عضوة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الإسباني إلى أن «الإصلاحات الدستورية التي عرفها المغرب جعلت العديد من قيادات الحزب الاشتراكي المساندين للبوليساريو يغيرون من وجهة نظرهم». واستطردت أن سعي المغرب إلى تعزيز حقوق المرأة والحرص على مشاركتها السياسية «ترك انطباعا إيجابيا لدى قيادة الحزب الاشتراكي الذي يناضل دائما من أجل حقوق المرأة»، وعلى غرار زميلها في الحزب أكدت ياليندا على أن «المشكل مازال في قواعد الحزب لذلك لا يمكن للحزب أن يغير موقفه دون إقناع القواعد بالحل السياسي الذي يقترحه المغرب». من جهته أكد محمد الإدريسي، المسؤول عن مكتب حزب الاتحاد الاشتراكي في إسبانيا، أن التحدي أمام مغاربة إسبانيا هو الانخراط في الأحزاب السياسية وخصوصا الحزب الاشتراكي «نظرا لكون أغلبية قواعده تتبنى أطروحة البوليساريو لذلك نحن من خلال المشاركة في هذا الحزب سنعمل على إسماع صوت المغرب لدى منخرطي الحزب الاشتراكي». المسؤول عن مكتب حزب الاتحاد الاشتراكي في إسبانيا، أكد على أن مواقف الحزب الاشتراكي الإسباني من قضية الصحراء تغيرت بشكل كبير بعد أن كان هذا الحزب يتبنى الطرح الانفصالي والآن أصبح يتعامل بحذر مع خطاب جبهة البوليساريو»، ملاحظا أن الاشتراكيين الاسبان أصبحوا أكثر إنصاتا للمواقف المغربية. وأشار إلى أن حادثة احتجاز المواطنة الإسبانية من أصول صحراوية محجوبة محمد الداف من طرف جبهة البوليساريو، والتعبئة التي واكبتها من قبل مناضلي الاتحاد الاشتراكي بإسبانيا، ساهمت بدورها في فضح ممارسات الانفصاليين القمعية في أوساط السياسيين الاسبان خاصة الاشتراكيين. سبب آخر ساقه الإدريسي لتراجع الكثير من الإسبانيين لجبهة البوليساريو هو «أن التقارب الإسباني المغربي حاليا سمح لمغاربة إسبانيا بإسماع أصواتهم للنخبة السياسية الإسبانية».