سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إن «الربيع العربي جاءنا مزمجرا فهدأناه، وأوصلنا الى الحكومة فمغربناه» بنكيران للمستثمرين الخليجيين : «المغاربة جلبوا من السعودية جد الأسرة الحاكمة اليوم»
لم يجد رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران من إغراءات وحجج قوية لحث رجال الأعمال الخليجيين على الاستثمار في المغرب، سوى إقناعهم برابطة الدم التاريخية التي تجمع المغرب بالمشرق. وقال بن كيران خلال افتتاحه صباح أمس لمنتدى استثمارات الخليج في المغرب، مخاطبا رجال الأعمال الخليجيين « أجدادكم من حملوا إلينا الاسلام .. وحين جاءنا ادريس الأول فارا من القهر الذي كان يعيشه في الشرق، استقبله المغاربة ونصبوه ملكا عليهم عندما علموا أنه من حفدة الرسول.. وقبل 6 قرون ذهب المغاربة إلى السعودية وجلبوا منها جد الأسرة الحاكمة اليوم و بالضبط من ينبع، والذي استقر في منطقة تافيلالت وأبناؤه مازالوا يحكمون إلى اليوم.. وبالتالي فنحن عائلة واحدة، فعن أي صداقة تتحدثون وعن أي استثمارات تتحدثون..؟ « ونظرا لطبيعة هذه العلاقة كما يتصورها رئيس الحكومة، فإنه لا يعترف بالربح الفوري للعملة الذهبية لدى جميع المستثمرين في العالم والمبنية على قاعدة «رابح رابح» وهو ما جعله يؤكد» لقد قلت لجون كيري « نعم ل «WIN WIN» ولكن ليس فورا..» واعتبر رئيس الحكومة أن العلاقة بين التجار مبنية على المشاححة، فيما العلاقة بين العائلة مبنية على المكارمة.. « لقد جاء الربيع العربي مزمجرا فهدأناه وأوصلنا الى الحكومة فمغربناه « .. بهذه العبارات أراد رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران أن يطمئن رجال الأعمال الخليجيين إلى استقرار المغرب، معتبرا أن المغرب بلد مستقر لأسباب تاريخية وطبيعية. وقال بن كيران « لقد جاءتنا رياح القومية العربية ورياح الاشتراكية والتقدمية ورياح الاسلام المتشدد وتعاملنا معهاو مغربناها بطريقتنا» وأضاف « حتى الشاي الذي ولد في الصين مغربناه بطريقتنا وأضفنا إليه النعناع والبراد.. وكذلك جاءنا الربيع العربي فسكناه وأتاح لنا الوصول الى الحكم..» غير أن كلمات بنكيران المرحبة وحدها ليست بقادرة على إذابة العوائق الكثيرة التي ما زالت تحول دون التطور المنشود للعلاقات التجارية مع بلدان الخليج، وهي العوائق التي تحدث عنها ادريس الحوات رئيس جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات في المغرب الذي اعتبر أن المبادلات المغربية - الخليجية مازالت ضعيفة بسبب مشاكل مرتبطة بالتأشيرة التي تحول دون تيسير تحركات رجال الأعمال بين الطرفين، وكذا ضعف الوسائل اللوجيستيكية وخصوصا في مجال النقل البحري للبضائع الذي يحول دون انسياب السلع . وهو ما يجعل أن المبادلات المغربية الخليجية وإن كانت قد تضاعفت 3 مرات في عقد من الزمن بين 2003 و2013 لتصل إلى 3.3 مليار دولار ، إلا أنها مع ذلك ليست في صالح المغرب إذا علمنا أن 80 في المائة من هذه المبادلات تستحوذ عليه المملكة العربية السعودية، كما أن 65 في المائة من هذه المبادلات تبتلعه واردات المغرب من المواد البترولية، فيما صادرات المغرب نحو هذه البلدان مازالت ضعيفة حيث تحتل دول الخليج المرتبة 23 في قائمة الدول المستقبلة لصادراتنا، بل إن هذه الأخيرة تراجعت سنة 2013 بحوالي 25 في المائة ، أما استثمارات بلدان الخليج في المغرب فقد بلغت 6 مليارات دولار لتمثل 15.7 في المائة.