علمنا من مصادر جد موثوقة أن شركة »كازاطرام« المشرفة على طرامواي البيضاء، عاشت خلال الأسبوعين الأخيرين، مشاكل حادة، خاصة مع شركة »ألسطوم« الفرنسية التي كانت تقوم بعملية الصيانة لوسيلة النقل الجديدة ثم رفعت يدها، بعدما لم تتقاض مستحقاتها من الشركة المشرفة. وبعد محاولات للاتصال بها، راسلت »ألسطوم« المسؤولين تشعرهم رسمياً بأنها لن تعود لهذه المهمة، وبأنها بصدد رفع دعوى قضائية للمطالبة بمستحقاتها التي تعد بملايين الدراهم. قبل هذا الرد الصادم، كانت شركة »كازاطرام« قد عاودت الاتصال بشركة »ألسطوم« قصد استئناف مهمتها، بعدما اكتشفت أن الطاقم الذي أشرفت على تكوينه للقيام بمهمة الصيانة، غير قادر على هذه المهمة، مما اضطرها في كل يوم إلى حذف بعض القاطرات، ما يعني نقصا في المداخيل وتراجعا في استيعاب أعداد الركاب. وإذا ما استمر الوضع على هذا الحال، فإن »الطرامواي« سيتحول في المستقبل إلى وضع شبيه بالمشاكل التي تتخبط فيها حافلات المدينة، كالاكتظاظ وعدم احترام التوقيت وما إلى ذلك. أي أننا سنصبح أمام مشكل إضافي، بدل حل مشكل النقل والتنقل بالعاصمة الاقتصادية، خصوصاً إذا علمنا أن حجم الخسائر التي تكبدتها الشركة المشرفة تناهز 20 مليار سنتيم، وهو رقم قابل للارتفاع، إذا ما ظل هذا الوضع. مسيرو الدارالبيضاء بدل التعامل بعقلانية مع هذا «الفشل»، التجأوا إلى تدابير عشوائية، ستظهر نتائجها في المستقبل القريب. ذلك أن عمدة الدارالبيضاء محمد ساجد أعطى مؤخراً تعليماته إلى شركة »كازا طرانسبور«، كي تسمح لإحدى الشركات الاستشهارية بوضع إعلاناتها بعربات »الطرامواي«، بمناسبة إقامة الموندياليتو بالمغرب. وقد أفادت مصادرنا أن الصفقة مرت بمبلغ ضئيل لن يفيد الشركة في شيء. تعليمات ساجد الفجائية، جاءت بعد أن حذف صفقة سابقة، بدعوى أن »الطرام« لن يكون هدفاً للمستشهرين، وهو ما كبد المدينة من جديد خسائر مالية مصاحبة بدعوى قضائية. ذلك أن شركة «كازا طرام»، ومن أجل سد حاجيات الصيانة، أعلنت عن صفقة عمومية للاستشهار. وقد فازت بهذه الصفقة إحدى الشركات بمبلغ مالي محترم، من شأنه أن يساهم في إعادة الروح لوسيلة النقل الجديدة، حيث استفادت شركة »كازاطرام« مما لا يقل عن خمسة ملايير مقابل هذه الصفقة، لكن مباشرة بعد مباشرة الشركة الاستشهارية لنشاطها، فوجئت بتعليمات شفاهية من ساجد تعطى للشركة »كازاطرام« كي توقف هذه الإعلانات، وهو ما جعل الشركة المستشهرة تلجأ إلى القضاء للمطالبة بمستحقاتها والأضرار الناجمة عن هذا القرار. شركات الاستشهار الآن، وبعد معاينتها للصفقة الأخيرة، بمناسبة الموندياليتو، قررت عقد اجتماعات متواصلة في ما بينها، تهدف إلى التصعيد والتنديد بالقرارات المزاجية لعمدة مدينة الدارالبيضاء.