الحضور المغربي بمنصة التتويج، في حفل اختتام الدورة السابعة عشر لمهرجان مراكش الدولي للفيلم مساء أول أمس السبت، كان «وازنا» بامتياز، إذ من بين خمس جوائز كشف الحفل عن الفائزين بها، « قدم» ثلاثة مغاربة ثلاث جوائز للفائزين وهم الفنانة سارة بيرلو، صونيا عكاشة و المخرج فوزي بنسعيدي، بينما قدم الجائزتين الباقيتين كل من الفنان المكسيكي غاييل غرسيا بيرنال والفنانة الإيطالية المشهورة مونيكا بيلوتشي،، وماعدا ذلك خرجت السينما المغربية خالية الوفاض على صعيد الفوز بنجمة ذهبية واحدة، كالعادة في مختلف دورات المهرجان، ما خلا جائزة « الترضية» الذي منحها الدورة الماضية السيد المخرج الشهير كوبولا عندما توج جميع الأفلام المتنافسة بالجائزة الكبرى بدون استثناء بما فيها الفيلم المغربي « المتمردة» للمخرج جواد غالب ، الأمرالذي خلف ردود فعل متباينة، أغلبها متذمر من هذا الاختيار- التتويج العجيب، الذي قطع معه المخرج الامريكي جيمس غراي بالمرة منذ البدء، بعدما كشف في كلمة له في افتتاح الدورة أنه سيكون هناك إلا فائز واحد بالنجمة الذهبية ( الجائزة الكبرى) فقط لا غير، وبالرغم من ذلك فقد أوضح في كلمة الاختتام أن الاختيار كان صعبا وأن حسم نتيجة المنافسة، التي بالطبع ليست هي نتيجة كرة القدم التي تكون بالأهداف، عرفا مشاقا ونقاشا. .. على هذا المستوى فقد أفرزت الدورة، التي نظمت ما بين 30 نونبر الماضي و 8 دجنبر الجاري تتويج الفيلم النمساوي «جوي» للمخرجة سودابيه مرتضائي بالجائزة الكبرى للمهرجان، وهي النجمة الذهبية، وهو ذات الفيلم، الحائز على جائزة مهرجان لندن السينمائي، ويتناول موضوعه مسألة الاتجار في البشر و الاستغلال الوحشي للنساء المهاجرات من أفريقيا جنوب الصحراء لممارسة الدعارة بالإكراه من أجل جني المال، وذلك من خلال «مافيا» تهريب الفتيات من نيجيريا واستغلالهن في ممارسة الجنس بالمقابل . ويأتي التتويج المغربي لهذا الفيلم، ليؤكد المشوار المتميز له في مجموعة من المهرجانات الدولية، إذ سبق أن فاز هذه السنة بجائزة «هيرست» السينمائية لأفضل مخرجة خلال مشاركته في مهرجان البندقية (فنيسيا)، كما فاز «بجائزة علامة السينما الأوروبية التي تمنح لفيلم أوروبي من لجنة تشترك فيها خمس تظاهرات من خمسة مهرجانات سينمائية في أوروبا (بدءا من بانوراما برلين مرورا بنصف شهر المخرجين في كان وانتهاء بأيام البندقية). كما افرزت الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش فوز فيلم «منظفة الغرف» (لاكمريستا) لمخرجته المكسيكية ليلا أفيليس بجائزة «لجنة التحكيم»، والمخرج الصربي أوغنين غلافونيتش الذي شارك بشريطه «الحمولة»، بجائزة «أفضل إخراج». وفوز الممثلة الألمانية «أني سشورو» بجائزة «أفضل دور نسائي» عن دورها في فيلم «كل شيء على ما يرام» لمخرجته إيفا تروبيتش، والممثل التونسي «نضال سعدي» بجائزة «أفضل دور رجالي» عن دوره في فيلم «في عينيا» لمخرجه نجيب بلقاضي. هذا، وتجدر الإشارة إلى ان الدورة 17 عرفت تنافس أربعة عشر فيلما تنتمي لكل من المكسيك، والولايات المتحدةالأمريكية، و تونس، والصين، ومصر، والنمسا، واليابان، وبلغاريا، والمغرب، وسويسرا، وألمانيا، على خمس جوائز، فصلت فيها تحكيميا لجنة تتكون من كل من المخرج الأمريكي جيمس غراي رئيسا، والممثلة الهندية إليانا دوكروز، والمخرجة المغربية تالا حديد، والمخرجة والفنانة التشكيلية اللبنانية جوانا حاجي توما، والممثلة الأمريكية داكوتا جونسون، والمخرجة البريطانية لين رامسي، بالإضافة إلى الممثل الألماني دانييل بروهل، والمخرج الفرنسي لوران كانتي، والمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو. و يتعلق الأمر بالفيلم المكسيكي « الفتيات الحسناوات « للمخرجة أليخاندرا ماركيز أبيال، و الفيلم الأمريكي « دايان « للمخرج كنت جونز، والفيلم المكسيكي « الخادمة « للمخرجة ليلا أفيليس، و الفيلم التونسي « في عينيا « للمخرج نجيب بالقاضي، والفيلم الصيني « أيام الإختفاء « للمخرج تشو شين، ثم فيلم « روخو « للمخرج بينيامين نايشتات، و الفيلم المصري « لا أحد هناك « لمخرجه أحمد مجدي، و الفيلم النمساوي « جوي « للمخرجة سودابي مورتيزاي، وفيلم « الحمولة « للمخرج أوغنيان غلافونيش، و الفيلم الياباني « الثلج الأحمر « في أول عرض عالمي له للمخرج ساياكا كاي، و الفيلم البلغاري « إيرينا « للمخرجة ناديجدا كوسيفا، و الفيلم المغربي السويسري « طفح الكيل « للمخرج محسن بصري مبدع فيلم « المغضوب عليهم»، وفيلم « كاشا « للمخرج حجوج كوكا، ثم الفيلم الألماني « كل شيء على ما يرام « للمخرجة إيفاتروبيش. وهي للتذكير أفلام تعد التجربة السينمائية الاولى لمبدعيها أو التجربة الثانية في المسيرة السينمائية لديهم ينبغي التذكير أنه خلال هاته الدورة، التي سجلت حضورا جماهيريا كبيرا لمختلف العروض السينمائية ، وكذا الانشطة السينمائية، حيث عرفت تكريم الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو، والمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي، والمخرجة والمصورة الفرنسية آنييس فاردا، مع تسجيل غياب النجمة الامريكية روبين رايت عن التكريم في آخر لحظة ل»التزامات مهنية» لديها، كما عرفت عرض أفلام في سياق «بانوراما السينما المغربية» وعددها عشرة أفلام مغربية بعضها جديد يعرض لأول مرة، والباقي أغلبة كان قد حقق أرقاما جد ملحوظة على مستوى شباك التذاكر مغربيا. وأيضا تنظيم جلسات محادثات المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، والممثل الأمريكي الشهير روبير دي نيرو، والمخرج والروائي والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرجة والفنانة الفرنسية آنييس فاردا، والمخرج المصري يسري نصر الله، والمخرج الروماني كريستيان مونجيو، الحائز على السعفة الذهبية ب»كان» عام 2007، إضافة إلى تييري فريمو، المندوب العام لمهرجان «كان» ومدير معهد «لوميير» بمدينة «ليون» وفي السياق نفسه نظمت الدورة عروض أفلام للمكفوفين وضعاف البصر بينها الفيلم المغربي «الحنش» للمخرج إدريس المريني، و الفيلم الوثائقي الفرنسي «أماكن ووجوه» لمخرجيه آنييس فاردا و جي آر، و الفيلم البلجيكي الفرنسي «ميكانيك الظل» للمخرج طوماس كروطوف، و»بلاير رانر» من إنتاج أمريكي -هنغاري – بريطاني – كندي للمخرج دونيس فيلنوف، والفيلم الأمريكي «السيدة بورد» غريتا غيرويغ. ناهيك عروض سينمائية سجلتها ساحة الفنا كل مساء بحضور أبرز مخرجيها وابطالها..