مازال اعتقال كارلوس غصن، الرئيس المدير العام لمجموعة «رونو نيسان» يلقي بظلاله على الأوساط الاقتصادية ، خصوصا في البلدان التي تتواجد بها الشركتانعبر العالم ومن بينها المغرب . وبالنسبة لتداعيات هذه القضية على المغرب، يجمع المراقبون ومن ضمنهم مسؤولون داخل «رونو المغرب» ، أن اعتقال كارلوس غصن لن يؤثر سلبا في الاستثمارات المرتبطة به، والتي توظف ما يقرب من 14 الفا من العمال، بشكليها المباشر و غير المباشر، والتي تستفيد منها معظم المقاولات المغربية العاملة في القطاع، بالاستناد إلى ان نسبة اندماج مجموعة «رونو المغرب» ضمن السوق الوطني تقارب 50 في المئة، ومن المتوقع ان ترتفع هذه النسبة لتناهز 65 في المئة بحلول سنة 2023، وهو ما يفسر حجم متابعة المغاربة لهذه القضية و لمستجداتها عموما. غير أنه على الصعيد الرسمي، ليس هناك ما يوحي بأن هذا الملف سيكون له أدنى تأثير على المخطط الاستثماري الذي تنهجه المجموعة في المغري ، نظرا لأن غصن يبقى في جميع الحالات مجر عضو من أعضاء الشركة، رغم أنه لعب دورا هاما وحيويا في إعادة رسم استراتيجية المجموعة ورسم مسارها . وبالتالي لم يكن مستغربا أن تصرح مصادر من داخل مجموعة رونو المغرب لوسائل الاعلام بأن «اعتقال كارلوس غصن لن يكون له أي تأثير على استثمارات رونو في المغرب، بل بالعكس من ذلك فإن هذه الاستثمارات ينتظر أن تتضاعف خلال السنوات القليلة القادمة لما للمغرب من أهمية استراتيجية بالنسبة للمجموعة الأم» وكان كارلوس غصن، قد قدم بمراكش في نهاية اكتوبر الماضي مشروع مضاعفة القدرة الإنتاجية لمصنع «صوماكا» للسيارات بالدارالبيضاء. ويهدف المشروع، الذي قدمه غصن إلى رفع القدرة الإنتاجية للشركة المغربية لصناعة السيارات (صوماكا) من 80 ألف سيارة في السنة حالياً إلى 160 ألف سيارة في 2020، وذلك ضمن مخطط زيادة إنتاج مصانع رونو في المغرب إلى 500 ألف سيارة في السنة (340 ألف سيارة في طنجة و160 ألف سيارة في الدارالبيضاء) . وللتذكير، فان المصنع الفرنسي كان قد وقع في شهر ابريل من 2016، بمدينة الرباط صفقة تبلغ قيمتها 10 ملايير درهم، مع الدولة المغربية بهدف توليد أرباح على المدى الطويل، قد تناهز 20 مليار درهم في السنة بالنسبة لصناعة السيارات في المغرب. ولكي تسد مجموعة رونو الفرنسية فجوة الاتفاق، سعت إلى مضاعفة وتيرة إنتاج السيارات بالمملكة، لكي تقرب من 160 الف سيارة في السنة قبيل حلول 2020. ومن الملاحظ ان غصن شخصية تتسم بالتعقيد، والتي مكنته من تولي منصب مهم و قوي، لاسيما في المحافل الدولية كمنتدى «دافوس» على سبيل المثال، والذي يتم تقديره أيضا في منتديات رجال الأعمال حول العالم، التي تحمل تقديرا مهما للرجل ذو الخبرة في مجال دعم المنظمات و تعزيز كفاءتها المالية، إضافة إلى التحدث بمزيج كبير من اللغات كالفرنسية و الانجليزية و العربية و البرتغالية، والتي ساهمت في الاحتفاء به ضمن اعرق الجامعات العالمية، و أوصلته للحصول على لقب «المواطن العالمي». وتعتبر شخصية كارلوس غصن متميزة في فرنسا، إذ يعتبر من أفضل المدراء أجرا في فرنسا، بما يناهز 15 مليون اورو في السنة، أي أربعة أضعاف ما يتقاضاه رؤساء «الكاك 40». ويتوفر غصن أو «ساموراي» قطاع صناعة السيارات، على شهادة دراسية من المعهد الفرنسي للتكنولوجيا و الهندسة في 1974، زيادة على دبلوم مهندس من مدرسة المناجم في باريس. ومن المعروف انه ابتدأ مسيرته المهنية الاحترافية، من الولاياتالمتحدة في سنوات الثمانينات، عبر إدارة مجموعة «ميشلان»، ثم التحق بعدها بشركة رونو الفرنسية في سنة 1996، ليساهم في إخراج مجموعة نيسان اليابانية من أزمة الديون التي لحقت بها فيما بعد.