كشف كارلوس غصن، رئيس مجموعة رونو، أن لقاءً مع إدريس جطو، عندما كان وزيرا أول للحكومة، بتوجيه من الملك محمد السادس، كان وراء قدوم رونو للمغرب وإنشاء مصنع طنجة، الذي أصبح اليوم من أهم المنصات الصناعية للمجموعة في العالم، وأكبر مصنع للسيارات على الصعيد الإفريقي. وقال غصن، الذي كان يتحدث خلال لقاء خاص ضمن فعاليات منتدى السياسة العالمية المنظم في الرباط، «في ذلك الوقت كنا نخطط لزيادة قدرتنا الإنتاجية. وطرحنا عدة خيارات منها رومانيا بالطبع نظرا لوضعها المتميز، ثم سلوفينيا وتركيا». وأشار غصن إلى أن المغرب لم يكن واردا ضمن الخيارات التي كانت تدرسها قيادة المجموعة الصناعية. وفي سياق ذلك، تلقى غصن اتصالا من جطو يطلب منه لقاءه. وقال «دعاني جطو لشرب القهوة، وعندها أخبرني بأن الملك محمد السادس اطلع على بعض تصريحاتي بخصوص مشروع زيادة القدرات الإنتاجية لمجموعة رونو نيسان، وأنه يدعوني للقدوم إلى المغرب لإنجاز هذا المشروع». وأضاف غصن أن جطو وعده بأن المغرب مستعد لتوفير كافة الشروط من أجل إنجاح المشروع. وقال غصن بأن مشروع رونو في المغرب، والذي جعل من قطاع السيارات رافعة للتنمية الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات، ليصبح أول قطاع مصدر في البلاد، يدين بالفضل لهذه الدعوة، وللشراكة النموذجية بين المغرب كبلد يوفر التنافسية وبين مجموعة رونو كشركة توفر الاستثمار والتشغيل. وأشار غصن إلى أن المجموعة تعمل حاليا على مشروع يهدف إلى رفع قدرتها الانتاجية في المغرب إلى 500 ألف سيارة في السنة، وذلك عبر مضاعفة القدرة الإنتاجية لمصنع صوماكا في الدارالبيضاء، والذي قدمه لجلالة الملك خلال استقباله من طرف في القصر الملكي بمراكش الأسبوع الماضي. وقال غصن «نعرف مصنع صوماكا منذ الخمسينات من القرن الماضي، ورفعنا حصتنا في رأسمال الشركة لمستوى السيطرة في 2005، لتتوسع قدرتها الإنتاجية من 10 آلاف سيارة في ذلك الوقت إلى 75 ألف سيارة حاليا. واليوم نسعى لإعطائها دفعة جديدة ومضاعفة القدرة الإنتاجية لتناهز 150 ألف سيارة في السنة». تحدث غصن عن الاستراتيجية الدولية للمجموعة، وعن صمام الأمان الذي يشكله طابعا المتعدد الثقافات والمراكز الصناعية أمام تداعيات التقلبات الجيوسياسية في العالم. وقال إن هذا الطابع، مكن مجموعة «رونو نيسان ميتسوبيشي» من الصمود في وجه عواصف الحرب التجارية بين القوى العظمى في العالم، الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن كل واحدة من المكونات الثلاثة للتحالف «رونو نيسان ميتسوبيشي» تعمل في منطقة معينة من العالم، الشيء الذي يمكنها من التكيف السريع مع تغير السياسات التجارية وصعود النزعات الحمائية. و تحدث أيضا عن ميلاد السيارة الاقتصادية في الهند، والتي ما كان لها أن ترى النور لولا هذا الطابع المتعدد الثقافات. وقال «عندما طرحت فكرة السيارة الاقتصادية عرضت الفكرة على مهندسي رونو في أوروبا، كان ردهم بداية الامرمستحيلا. وعرضته على مهندسي نيسان في اليابان وتلقيت نفس الرد، وكذا على المهندسين في الهند، فأخبروني أنه ممكن مع بعض التحفظات حول معايير السلامة. فقررت جمع الفرق الثلاث، وكانت النتيجة سيارة من نوع جديد اكتسحت الهند، ثم صدرت إلى البرازيل لتشق طريقها في الأسواق العالمية»