بفضاء المسرح الملكي، وضمن فعاليات المهرجان الغيواني بمراكش الذي نظم يوم فاتح نونبر الى الخامس منه، تم توقيع ديوان زجلي جديد للزجال المغربي السعيد طابوش. وهو الحفل الذي حضره جمهور مهم، يتقدمهم فنانون وشعراء وزجالون وفاعلون في المجال الثقافي. الديوان يتضمن حوالي 30 قصيدة، تتناول مواضيع عديدة آنية، تشد أذن المستمع إليها، لفن تطريزها من الناحية الشعرية، ولعمق معالجته حين تقرأ هذه القصائد تجد نفسك أمام زجال من طينة مفعمة بالأنغام، كل قصيدة تجد فيها ميزانا خاصا وقابلة للحن والغناء، وهذا نوع من الكتابة التي يصعب خطها، مالم يكن صاحبها ملما بالفنون والموازين والموسيقى على وجه الخصوص. فالسعيد طابوش، تحس أمامه وكأنك أمام شلال يتدفق زجلا، تغوص أحرفه في كل المواضيع والتيمات، لتنقلك من الغرض الاجتماعي الى السياسي، ومنه الى البيئي والانساني، والعلاقاتي وغيره.. على بساط سلس يتخذ من الدراما والسخرية، سبيلا لينفذالى قلب المتلقي، تكاد تجزم وأنت تقرأ له أو تستمع الى نصوصه. أن الزجل يسعفه الى المنتهى. تعجبك عفوية نظمه، فهو لا ينتظر حلول الإلهام، بل يشعرك بأن الإلهام ملتصق بذاته، الامر الذي تستخلص منه أنك أمام موهبة فريدة، سترخي بظلالها على الساحة الشعرية عموما. في تقديمه لديوان .»طرز لقاسي». قال الدكتور والناقد محمد آيت لعميم. .الزجال السعيد طابوش، من الاصوات الواعدة في المشهد الزجلي بالمغرب، فهو قادم بقوة وتؤدة، منذ عرفته تقريبا لعقد من الزمن، وجدته شاعرا، قد تلبسه الكلمة، مسكون بها الى درجة الجذب، حين يقرأ علي قصيدته أشعر بأن الرجل دخل عوالم أخرى. يتعامل مع زجله بجدية حقيقية وينصت بتواضع للملاحظة، مبديا استعدادا للتنازل أحيانا، والاستفادة من الاقتراحات. وهي خاصية نادرة في عالم الكتابة، منذ التقيته وجدته محيطا بالظاهرة الغيوانية وبملابساتها وتفاصيلها، هذا الاستغراق كان من وراء ابتلائه بسحر الكلمة، وتمكنه من القدرة على التمييز، وشحذت لديه ملكة الحكم والتقييم، ليميل فطريا الى الكلمة المتداولة، بعيدا عن الغموض المفتعل أو حواشي الكلام، رغبة في تيسير التواصل مع القارئ أو المستمع، ولديه نزوع قوي للكتابة وفق الايقاع لدرجة أن قصائده ميسرة للغناء. الاستاذ الفنان أحمد بنسماعيل، ساهم في وضع لبنات هذا الديوان، من خلال مساهمته بصور فنية زادت العمل جمالا آخر، يمتع العين ويسبح بها لتعيش تفاصيل القصيدة. وقد اعتبر احمد بنسماعيل، ان الزجال السعيد طابوش، يستحق التنويه والتشجيع، وبأن أعماله ستجد الوقع الذي تستحقه داخل الساحة الشعرية. وقد حضر الفنان بنسماعيل، حفل التوقيع وأبى الا أن يوثقه بالصورة وهي الصورة التي تتخلل هذا المقال.