استقبلت مدرسة «يوكود» للبرمجيات باليوسفية فوجها الأول من الطلبة، والذي يضم 112 طالبا، بينهم 79 طالبا من مدينة اليوسفية والباقي من مختلف مناطق المغرب. وتوفر المدرسة، التي أطلقها المجمع الشريف للفوسفات بشراكة مع المجموعة الفرنسية المتخصصة «سامبلون»، تكوينا من سنتين، خلال السنة الأولى يتلقى الطلبة تكوينا عاما في مجالات البرمجة يصبحون في نهايته «هاكرز» بكل معنى الكلمة، أما في السنة الثانية فيتلقى الطلبة تكوينات جد متخصصة ودقيقة تحدد محتوياتها حسب ما يطلب سوق الشغل من خلال تشاور مستمر مع شركات القطاع الخاص. ولوج المدرسة مفتوح أمام جميع الشباب المغاربة البالغين من العمر ما بين 18 و35 سنة، دون أي شرط مسبق فيما عدا اجتياز مباراة الانتقاء عن بعد (عبر الانترنيت) ثم اجتياز ثلاث اختبارات شفوية في عين المكان تهدف إلى قياس مدى شغف المرشح بعالم البرمجيات وتحفزه واستعداده للانخراط في دراستها. ويقول فيصل بنغاتة، مدير المشروع، «ولوج المدرسة لا يتطلب أية معرفة مسبقة بتقنيات البرمجة، ولا أية شواهد دراسية، بما في ذلك شهادة البكالوريا». أما بخصوص مباراة الانتقاء عبر الانترنيت فيقول بنغاتة «هي عبارة عن مجموعة من الاختبارات المنطقية، وليس لها أية علاقة بالبرمجيات ولغات البرمجة». بالنسبة للدفعة الأولى أوضحت هند البرنوصي، مسؤولة التواصل لدى «OCP» ان عدد الذين اجتازوا مباراة الانتقاء على الانترنيت ناهز 3000 شخص، جرى من بينهم انتقاء 400 واستدعائهم للمدرسة لاجتياز الاختبارات الشفوية. وأضافت «على مدى يومين استقبلنا هؤلاء الطلبة، وتكفلت المدرسة بإيوائهم. وخلال هذين اليومين وضعنا الطلبة في إطار بيئة المدرسة من خلال توفير حواسيب للعمل تمكنوا عبرها من ولوج منصة إليكترونية للتكون في مجال البرمجة، والتي تستعمل وسائل متنوعة، وأساسا الفيديوهات. بعد ذلك اجتاز الطلبة المرشحون اختبارات شفوية لمساعدتهم على إبراز مدى استعدادهم وتحفزهم للانخراط في هذا المسار الدراسي غير التقليدي». وفي نهاية المطاف استقر الانتقاء على 112 طالبا. يقول بنغاتة «في هذه الدفعة لدينا 33 في المائة فقط من النساء، وهدفنا هو تحقيق المناصفة في الدفعات المقبلة». عند إطلاق المشروع نظمت المدرسة لقاءات تعريفية في اليوسفية لصالح الشباب، غير أنه لوحظ ضعف الحضور النسوي، الشيء الذي دفع المشرفين على المشروع إلى تشكيل لجنة موجهه خصيصا للاتصال بفتيات المدينة عبر طرق أبواب بيوتها، وتعريفهن بالمدرسة والآفاق التي تفتحها أمام الشباب لولوج مهن المستقبل. بالنسبة للعديد من الطلبة القادمين من مدن أخرى عرفوا بوجود المدرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. والعديد منهم جاؤوا من مختلف مستويات التعليم العالي في الكليات المغربية، أحيانا من شعب لا علاقة لها بتاتا بمجال البرمجة المعلوماتية، مثل إحدى الشابات من مراكش التي درست الأنتروبولوجيا، أو ذلك الشاب من فاس الذي تلقى تكوينا مهنيا في مجال الطاقات المتجددة وجاء للمدرسة وفي جعبته أفكار لتطوير برمجيات بارتباط مع هذا الميدان. وحول الميزانية اللازمة لمتابعة الدراسة في «يوكود»، أشار معظم الطلبة القادمين من مدن أخرى أنها عموما تتراوح بين 1500 إلى 2000 درهم في الشهر، بما في ذلك إيجار السكن. ويمكن تخفيض هذا المبلغ كثيرا عندما يتشارك مجموعة من الطلبة في كراء السكن ومصاريف الطعام. وفي هذا الصدد توفر المدرسة وجبة غذاء مجانية، كما يوفر راعي المؤسسة منحة بقيمة 1000 درهم لكل طالب. وتقع المدرسة في عمارة جديدة شيدت لهذا الغرض في إطار الفضاء الذي يأوي مركز التكوين التابع ل»OCP». وتقول البرنوصي «بدأنا بالطابق الأول فقط هذه السنة، لأننا لم نشأ انتظار اكتمال المشروع لإطلاق المدرسة. وتباعا ستفتح الطوابق الأخرى مستقبلا من أجل استقبال المزيد من الطلبة. ولدينا مخططات لإنشاء مرافق أخرى وتطوير المشروع».