أجمع طلبة الفوج الأول لمدرسة "يوكود" الموجهة للتكوين المجاني في المهن الرقمية بمدينة اليوسفية، اليوم الثلاثاء، على أن أحلامهم أصبحت تتحقق تدريجيا، بفضل اندماجهم في هذه المؤسسة التكوينية التي تمثل ثمرة تعاون بيداغوجي بين المجمع الشريف للفوسفاط وشبكة "سيمبلون"، والتي استقبلت مطلع شهر أكتوبر الماضي أول دفعة مكونة من 112 طالبا. وأكد هاشم عرو، طالب ب "يوكود" في تصريح ل "الصحراء المغربية" "أنا شاب أبلغ 26 سنة من العمر، كنت قبل التحاقي بيوكود أمتهن إصلاح الأجهزة الرقمية من حواسيب وألواح رقمية وخاصة أجهزة الألعاب من قبيل بي إ سبي وغيرها، لكن الأمور لم تكن واضحة بشأن مستقبلي، أما الآن وبعد قبولي ضمن الفوج الأول بدأت الرؤية تتوضح، حيث أرى وبكل اقتناع أنني ألج حياة جديدة". وأضاف في التصريح ذاته أن الأجواء الدراسية تعتبر محفزة جدا فهناك تكاملية بين الأطر التكوينية والطلبة، بحيث أضحى الجميع يشكل فريقا منسجما. أما عدنان الروحي، طالب انتقل من مدينة القنيطرة ليستقر مدة سنتين باليوسفية لمتابعة تكوينه بيوكود، فأفاد "الصحراء المغربية" مصرحا "هنا باليوسفية سأشق طريقي نحو الأمل والمستقبل، فهذه المدرسة تعد بكل المعايير قنطرة نحو المستقبل". هند البرنوصي مسؤولة التواصل بيوكود، أعطت تعريفا لمعنى يوكود، التي تعني لغة البرمجة المعلوماتية، وأضافت أن الطلبة وبعد اجتياز اللقاء المخصص لقبول الترشيح، يقضون عشرة أشهر خلال السنة في إطار جدع مشترك، وهو تكوين يخص أساسيات البرمجة المعلوماتية، وخلال السنة الثانية يكون هناك التركيز على التخصص الذي يفضله كل طالب حسب ميولاته. وحول الفوج الحالي ليوكود، أبرزت أن هناك رغبة أكيدة عند الشباب لتطوير كفاءاتهم وقدراتهم في مجال البرمجة المعلوماتية. وأضافت أن هذا الفوج يضم 112 طالبا، 70 في المائة منهم من اليوسفية، والآخرون من مدن مختلفة، كما أن نسبة الطالبات تبلغ 29 في المائة. بدوره، أفاد فيصل بنغاطة، رئيس مشروع سيمبلون، شريك "أو صي بي" في هذه التجربة الرائدة، أن سيمبلون تطمح كمقاولة دولية إلى تعميم الإدماج في مجال العالم الرقمي، وأكد أنه لمس في الشباب المغربي رغبة كبيرة لخوض عالم البرمجة، وفق آخر المعايير المعمول بها، وقال إن هذا الشعور يحفز سيمبلون على الاستمرار في إطار شراكة طويلة الأمد مع "أو صي بي" في تطوير هذا المنحى ليعم مدنا أخرى بالمملكة. وأبرز أن شبكة سيمبلون تضم 52 مدرسة عبر العالم. ويتجلى الهدف الرئيسي من إطلاق "يوكود اليوسفية"، في إصرار المجمع الشريف للفوسفاط، على تمكين المدينة من التوفر على مؤسسة تقدم تكوينا عاليا، سيما في القطاعات ذات الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، مثل المعلوميات. وتستهدف "يوكود" في المقام الأول الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و35 عاما، حيث تقترح المدرسة برنامجا تعليميا مجانيا ومهنيا مكثفا، دون أن تتطلب أي شروط مسبقة للولوج إليها، كما لا تشترط أي دبلومات أو شهادات دراسية، فهي مفتوحة أمام الجميع بدون استثناء. كما أن الطالب الراغب في ولوج يوكود لا يشترط توفره على مستوى متميز في المعلوميات أو أن يتحلى بالعبقرية، إذ تكفي جرعة من الحماس والإرادة للالتحاق ب"يوكود". ويهدف تحدي سنتين من الدراسة في فصول "يوكود"، إلى إتاحة الفرصة للشباب للحصول على مهنة احترافية في قطاع يشهد إقلاعا حقيقيا وازدهارا متواصلا. وتوفر "يوكود" تكوينا يجمع بين النظري والتطبيقي. كما أن السنة الأولى داخل أسوارها تعتبر مفصلية، إذ سيركز التكوين على أساسيات البرمجة المعلوماتية، كما ستشمل أيضا تحديات جماعية لإنجاز مشاريع رقمية. وكذا فصول "كلاس ماستر"، التي هي عبارة عن دورات تدريبية لتجديد المعلومات والخبرات، مقدمة من طرف خبير، ولقاءات مع المقاولات المتخصصة في المجال. أما في ما يخص السنة الثانية، سيتخصص خلالها المتدربون في التقنيات المتقدمة المطلوبة من قبل سوق العمل في المجال الرقمي. وتم تجهيز هذه المدرسة ذات التقنية العالية التي تزيد مساحتها على 600 متر مربع ب 4 فصول دراسية تضم أحدث أجهزة الكمبيوتر وإنترنت ذات صبيب عال. بالإضافة إلى أحدث المعدات المصممة خصيصا لتعزيز التعاون بين الطلاب. كما تم إحداث فضاء للاسترخاء تبلغ مساحته 100 متر مربع، يسمح للطلاب بالتواصل في ما بينهم، والترفيه عن أنفسهم، وإعداد المناسبات والندوات. وأبرز المجمع الشريف للفوسفاط أنه إدراكًا لأهمية التدريب في العصر الرقمي وكيفية ابتكار طريقة جديدة لنقل المعرفة، ينفتح على تسهيل المعرفة الرقمية وتعزيز الروح التطويرية والإبداعية للشباب المغاربة في المهن الرقمية الجديدة، من خلال دعم ونشر أساليب تعليمية تكميلية ومكيفة مع التحولات التكنولوجية وهي نماذج تعليمية أثبتت نجاعتها على الصعيد الدولي. ويأتي انخراط المجمع الشريف للفوسفاط في هذا المشروع البيداغوجي والتعليمي الجديد ليؤكد مدى أهمية التكوين والانخراط والمساهمة في العصر الرقمي الذي يخطو خطوات عملاقة مما يفرض العمل بأسلوب مختلف لإنتاج شباب قادر على مواجهة تحديات سوق الشغل خصوصا في ميدان المعلوميات. من أجل تحقيق رؤيتها وتعزيز التزامها في مجال التكوين الرقمي للشباب المغاربة، تحالف المجمع الشريف للفوسفاط مع شبكة "سيمبلون" الدولية للتكوين، من أجل فتح مدرسة بمدينة اليوسفية مخصصة للمهن الرقمية، لتكون مدرسة "يوكود" ثمرة شراكة تعليمية مستدامة ترى النور على أرض الواقع، بهدف تكوين الأجيال المقبلة في المهن الرقمية. يتميز الأسلوب البيداغوجي لشبكة "سيمبلون" التي تأسست في فرنسا ونسجت فروعاً تنتشر في مجموعة من البلدان، باعتماده نهجا تربويا نشطا، حيث يجد فيه المتدرب نفسه في قلب نظام تعلم واقعي عبر المشاركة في مشاريع سواء فردية أو جماعية. ويعتبر النظام الجماعي في التعلم عنصرا مركزيا حيث يمكن للمتدرب الحصول على يد العون والمساعدة وأيضا التقييم من طرف أقرانه، ليصبح المتدرب معلما ومتعلما في الآن نفسه، مما يخلق لديه شخصية قادرة على الأخذ والعطاء لا شخصية تنتظر فقط استقبال المعلومة جاهزة. تصوير: حسن السرادني