يعيش العالم يومه الأربعاء 19 نونبر 2014 فعاليات اليوم العالمي للمراحيض، الذي أقرته منظمة الأممالمتحدة سنة 2013، وذلك لما للموضوع من أهمية بالغة إن على المستوى الصحي أو البيئي أو الجمالي، في الوقت الذي تعتبر شوارع وساحات المدن المغربية ، بما فيها الكبرى كما هو الشأن بالنسبة للعاصمة الاقتصادية، بمثابة «مرحاض عمومي مفتوح»، إذ يعاين فيها المارة يوميا العديد من المشاهد الشائنة والمقززة لأشخاص يتبولون في الشارع العام، على قارعة الطريق، على الجدران وأعمدة الإنارة الكهربائية، في صور تخدش الحياء من جهة وتلوث الفضاء وتعمل على نشر الأمراض، وذلك بفعل غياب مراحيض عمومية تمكّنهم من قضاء حاجتهم؟ مواطنون من مختلف الأعمار، صغارا ومسنين، أصحاء ومرضى كالمصابين بداء السكري وغيرهم، أغلبهم يجد نفسه في وضع الانزواء على جدار من أجل التبول، عن وعي تام بحساسية الفعل وتأثيره المادي والمعنوي، أو بنوع من اللامبالاة، بجنبات المحطة الطرقية لأولاد زيان، وعلى امتداد جدران السكك الحديدية، وبجوار المؤسسات التعليمية وحتى المقرات الأمنية، وكذا بناصيات وملتقيات عدة شوارع، سواء بالأحياء الشعبية منها أو بوسط المدينة كما هو الحال بالنسبة لشارع محمد الخامس، ومصطفى المعاني والأزقة المحيطة بمدارة مرس السلطان وغيرها، التي أضحت برمتها عنوانا على النتانة والقذارة! وضع لا يختلف عن العديد من الإدارات والمؤسسات العمومية التي تفتقد بدورها لمراحيض بمواصفات توفر النظافة بمفهومها المتعارف عليه، فالصورة والرائحة هي نفسها، هذه المرافق الصحية الموصودة في وجوه مرتادي هذه الإدارات العمومية، بل إن منها من لا يتوفر على مرحاض كما هو الحال بالنسبة لمستشفيات ومستوصفات صحية، ومن بينها المستوصف الصحي بخميس اكدانة باقليم سطات، وفقا لتصريح مصطفى لميسي رئيس جمعية النواة للصحة والتعليم، وذلك على الرغم من كون قانون الشغل بالمغرب رقم 93-08 ل 6 جمادى الأولى 1429 ( 12 ماي 2008 ) قانون 65-99، الفصل الأول، البند 9 ، ينص على ضرورة توفير المراحيض بالنسبة للموظفين والموظفات ويبين كيفية توفيرها بالتفصيل. وضعية المرافق الصحية بالمؤسسات العمومية دفعت بفاعلين نقابيين بمستشفى الحسني بالدار البيضاء إلى الدعوة لتخليد اليوم العالمي للمراحيض لهذه السنة تحت شعار "المساواة في الحصول على مرافق الصرف الصحي ضرورة ملحة لتحقيق الكرامة" ، ودعوا المدير الجهوي لوزارة الصحة إلى توفير المراحيض للموظفات والموظفين بمستشفى الحسني والمراكز التابعة له، وبالمراكز الصحية، ومندوبية وزارة الصحة بالحي الحسني، حسب ما ينص عليه قانون الشغل، وتنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية، مع الأخذ بعين الاعتبار الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من معاقين وغيرهم وكذلك النساء الحوامل. وكذا توفير مرافق صحية للموطنين الوافدين على المستشفى المراكز التابعة له والمراكز الصحية والمندوبية، مع توفير عاملين على نظافة هذه المراحيض. كرامة تظل ممتهنة يوميا بفعل استمرار حضور تلك المشاهد الصادمة بالشارع العام، أمام المواطنين، صغارا وكبارا، للتهاون في إحداث مرافق صحية عمومية جديدة، وإتلاف وعدم صيانة تلك التي هي عنوان على فترة تاريخية من تاريخ مدينة، كما هو الحال بالنسبة للدار البيضاء!؟