بعد أسبوع من البحث عن الراعي المفقود بين قمم جبال بويبلان، ضواحي تازة، ومنذ فقدانه بسبب التساقطات الثلجية القوية التي تعرفها المنطقة، تمكنت الساكنة، يوم السبت 3 نونبر 2018، من العثور على جثته مطمورة تحت الثلوج، وهي متجمدة بفعل درجة البرودة الشديدة التيأفقدته القدرة على الحركة والمقاومة حين باغتته العواصف الثلجية وحاصرته إلى أن فارق الحياة في الظروف المأساوية التي أكدتها الحالة التي كان عليها عقب العثور عليه، من خلال ما حملته صورة له وهو جثة ملفوفة في ملابسها تحت الثلوج. وكان الراعي، المسمى قيد حياته حميد بعلي، البالغ من العمر 30 سنة،وينحدر من دوار تانكرارامت،قد خرج لجلب غنمه، يوم السبت 27 أكتوبر الماضي، ومن لحظتها أختفى أثره في ظروف غامضة،حيث انتشر عدد من المتطوعين، في اليوم الموالي،بحثا عنه على مستوى غابات المنطقة والسفوح المكسوةبالثلوج، رغم صعوبة المسالك الجبلية والظروف المناخية الصعبة،غير أنهم لم يعثروا عليه، فقط على جزء من رؤوس غنمه تم العثور عليها وهي تائهة في أماكن متفرقة، وأخرى نافقة من شدة البرد، وبعدها جرى الاعلان عن فقدان المعني بالأمر في مرتفعات جبال بويبلان، وتحديدا بمنطقة تنشرارامت. وعلى مدى أسبوع كامل، لم يتوقف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن تداول نبأ المصير المجهول الذي آل إليه راعي الغنم، بينما بادر عدد من الفاعلين المحليين إلى إطلاق سلسلة من الصيحات من أجل التدخل الفوري، غير أن السلطات، المحلية منها والاقليمية، والجماعة المحلية، تجاهلت كل النداءات الواردة عليها من المنطقة، إلا بعد مرور خمسة أيام من تصاعد الاحتجاجات السكانية، ودخول بعض الهيئات الحقوقية والجمعوية على الخط، حيث حلت بعض الجهات المسؤولة بالمنطقة مبررة تأخرها بسوء أحوال الطقس. وكانت عملية البحث عن الراعي المفقود قد انطلقت بشكل متأخر وتحديدا يوم الخميس فاتح نونبر بمشاركة من طرف الساكنة والدرك الملكي والوقاية المدنية وعمالة اقليمتازة2018. وفي الوقت ذاته لم يفت بعض الهيئات المحلية تحميل السلطات الاقليمية كامل المسؤولية بخصوص مصير الراعي، والتشديد على ضرورة تكثيف البحث عنه والعثور عليه، وإعادته إلى ذويه حيا أو ميتا، مع التعبير عن غضب الساكنة من عدم قيام هذه السلطات باستعمال أي مروحية في عملية البحث كما يجري الحال بالنسبة للسياح الأجانب أو علية القوم، سيما أن الراعي المعني بالأمر ظل محاصرا رغم نداءات الإغاثة وصرخات الساكنة التي تم إطلاقها من أجل التدخل في الوقت المناسب.