سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد بن عبد القادر في افتتاح المؤتمر الدولي 36 لصحافيي حوض البحر الأبيض المتوسط بمراكش: الصحافيون الإسبان و المغاربة يتحملون مسؤولية كبرى في تقوية التفاهم بين الشعوب
أكد محمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، أن الإعلام مدعو للعب دور حاسم في النهوض بالتنمية بإفريقيا وتعزيز التعاون بين شعوبها، وتفعيل الشراكات المتضامنة المنتجة للأمل والتي تعمل لصالح مستقبل القارة، ونموها واستقرارها وإشعاعها. وأضاف بن عبد القادر، في المحاضرة الافتتاحية التي ألقاها بمراكش مساء الخميس 25 أكتوبر الجاري، خلال انطلاق أشغال المؤتمر 36 الدولي لصحافيي حوض البحر الأبيض المتوسط تحت شعار» صحافيي الضفتين : أي دور للتقرب بين القارتين؟ «بمشاركة أزيد من 60 صحافية وصحافيا يمثلون مختلف وسائل الإعلام الاسبانية والمغربية، أن الصحافيين الإسبان والمغاربة يتحملون مسؤولية كبرى في تقوية التفاهم بين الشعوب وتبديد الأحكام المسبقة والتصورات النمطية، ومحاربة الحقد والتعصب، موضحا أن تأثير الإعلام في السياسات العمومية، يبرز دوره الحاسم في قلب التحديات والإكراهات التي تواجهها القارة الإفريقية والآمال العريضة لشعوبها، الشيء الذي يدفع دور الإعلام إلى الواجهة في أن يكون دعامة لإرادة النهوض والتنمية والتعاون. وتحدث وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، عن الدينامية التي تشهدها المملكة المغربية تجاه القارة الإفريقية والتي تجسدت في 48 زيارة ملكية لبلدانها، معتبرا أنها تندرج ضمن رؤية استراتيجية تعكس انخراط المملكة في الجهود الإفريقية من أجل التنمية في إطار شراكة متضامنة. وبعد تحليله لمجمل التحديات التي تواجه رهان تأهيل الحكامة العمومية في القارة الإفريقية، أوضح الوزير بن عبد القادر، أن إرساء حكامة عادلة ومسؤولة، تسمح بتوفير أجواء الشفافية وتحد من مظاهر الفساد التي تعيق مجهودات التنمية، تفرض إعادة تعريف أدوار الدولة وتعزيز الأداء الدستوري كأساس متفق عليه للحكامة، واعتماد الممارسات الضامنة للحكامة الجيدة، وترسيخ الديمقراطية التشاركية. وعرج الوزير محمد بن عبد القادر في محاضرته الافتتاحية، على جدلية الاستقرار والتنمية بإفريقيا، معتبرا أن التعاون الدولي رافعة أساسية للتنمية المستدامة، وأكد في هذا الصدد أن المغرب يولي أهمية كبرى للتعاون الدولي عبر انخراطه في المبادرات الدولية لحفظ السلم و محاربة التغيرات المناخية و الهجرة غير الشرعية، و تعزيز الشراكات المتضامنة من أجل التنمية. وشدد المتحدث على انفتاح المغرب على جواره الأوروبي، مبرزا الدور الذي يقوم به باعتباره جسرا أساسيا بين القارتين الإفريقية والأوروبية، وهو جسر للتفاهم بين الشعوب ولإرساء السلام والاستقرار و الازدهار. الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي 36 لصحفيي الضفتين، عرفت أيضا مشاركة هدى بلغازي، المديرة التنفيذية للمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني بمدريد، والتي أكدت أن المغرب وإسبانيا يتوفران على كل الشروط ليكونا قاطرة للتنمية في إفريقيا، مشيرة إلى المجهود التنموي الذي يقوم به المغرب في البلدان الإفريقية وفق رؤية استراتيجية تقوم على الشراكة التضامنية التي تعزز منطق الاستفادة المشتركة لكل شعوب القارة، وذكرت بأن المغرب هو ثاني مستثمر في القارة بعد جنوب إفريقيا، ويحظى بحضور مالي بها يجعله مكونا أساسيا في رهانات التنمية والنهوض بها، لتخلص إلى أن الدور المتميز الذي تقوم به المملكة يسمح بفتح أبواب إفريقيا أمام إسبانيا المدعوة أكثر للانخراط في هذه الدينامية. ودعت هدى بلغازي الصحافة الإسبانية إلى انخراط أكبر في دعم هذه المجهودات، لتعزيز التعاون المغربي الإسباني، وتقوية الانفتاح على الشراكة من أجل إفريقيا، التي تعد فضاء للأمل والنمو والازدهار. الكلمات التي ألقاها المنظمون، وهم الزميل عبد الكريم ياسين عن اللجنة المنظمة، وعزيز مريد، رئيس الجمعية الوطنية للصحافيين المهنيين، ومصطفى العباسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة، وخافير مارتينيز، رئيس جمعية صحافيي الأندلس، أجمعت على أهمية انعقاد هذا المؤتمر ودوره في تقريب وجهات النظر بين صحفيي ضفتي البحر الأبيض المتوسط الذين يلعبون دورا مهما في صنع الرأي العام. وأوضحت كلمات المنظمين أن هذا المؤتمر الذي يجمع الصحفيين المغاربة والإسبان، يشكل فرصة سانحة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف المشاركين، وكذا لمناقشة التحديات التي تواجهها الممارسة المهنية وتبادل الرؤى حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك، مبرزة أن المؤتمر السادس والثلاثين ينعقد في ظروف أصبحت فيها العلاقات بين صحفيي ضفتي مضيق جبل طارق المغاربة والإسبان، أكثر متانة. وأكد المنظمون أن اهتمام إعلاميي الضفتين، انصب خلال المؤتمرات السابقة، التي يتم تنظيمها بالتناوب بين المغرب وإسبانيا، على العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تمت معالجة مواضيع الهجرة غير الشرعية والتعاون الإنمائي والعلاقات التجارية بين إسبانيا والمغرب وحرية الصحافة ومواثيق أخلاقيات المهنة والتقاليد والإرث الثقافي والتراث التاريخي والآثار والحدود الخارجية الأوروبية وولوج مهنة الصحافة في البلدين الجارين وتدريب الصحفيين ومصادر المعلومات، والاتحاد من أجل المتوسط والوضع المتقدم للمغرب في الاتحاد الأوروبي. ويسعى هذا المؤتمر المنظم بمبادرة من الجمعية الوطنية للصحفيين المهنيين بشراكة وتعاون مع الجمعية المغربية للصحافة وجمعية صحافيي الأندلس، إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك، وإلى إشاعة ثقافة الحوار بين العاملين في القطاع الصحفي بمختلف تفرعاته، سواء في مجال الصحافة المكتوبة أوالسمعية البصرية. وتهدف هذه التظاهرة التثقيفية التفاعلية بين الصحافيين المهنيين بالمغرب ونظرائهم بإسبانيا، إلى مد جسور التواصل بين الصحافيين المهنيين في الضفتين، وإرساء أسس التثاقف الحضاري والحوار بين القارتين الإفريقية والأوروبية عن طريق المغرب.