قال خوصي لويس رودريغيز ثاباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية السابق، امس الجمعة، إن مشاركته بمنتدى كرانس مونتانا بالداخلة تندرج في إطار الاهتمام الذي ما فتئ يوليه لقضايا التنمية بإفريقيا. وأوضح ثاباتيرو، في تصريح للصحافة خلال اليوم الأول من أشغال هذا المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار "إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب - جنوب"، أن "التعاون والحوار مع إفريقيا هما قضيتان رئيسيتان كانتا في صلب أولوياتي عندما تم انتخابي على رأس الحكومة الإسبانية".
وأكد الرئيس السابق للحكومة الإسبانية أن جميع المبادرات المخصصة لتعزيز التعاون والحوار بين الضفتين الأطلسيتين الإفريقية والأوروبية تكتسي أهمية كبيرة، موضحا أنه يستجيب على الدوام للدعوات الموجهة له للمشاركة في ملتقيات منظمة في هذا الصدد.
وفي رده على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تضطلع به إسبانيا في هذا الإطار، أكد ثاباتيرو على روابط التاريخ والجوار القائمة بين بلاده ودول الضفة الجنوبية للمتوسط، معتبرا أن إسبانيا، بالنظر إلى كونها عضوا في الاتحاد الأوروبي، مدعوة إلى الاضطلاع بدور حاسم للنهوض بالتعاون والتفاهم بين الطرفين.
وأبرز أن هذه القضايا تكتسي أهمية خاصة بالنسبة له، مشيرا في الوقت ذاته إلى فرص التنمية والتعاون التي يتيحها منتدى كرانس مونتانا. وقال ثاباتيرو إن هذا الحدث الذي تشارك فيه شخصيات من جهات العالم الأربع، يتيح أيضا مناسبة لمناقشة القضايا التي تسائل الإنسانية، والنهوض بالتقارب والتفاهم بين الثقافات والحضارات عبر آلية الحوار.
وكان رودريغيز ثاباتيرو دعا خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى إلى عالم متضامن تكون فيه الكرامة والحرية مضمونتين لجميع البشر، مؤكدا أنه يتعين على صناع القرار والمثقفين في جميع دول العالم العمل من أجل تحقيق التقارب بين الثقافات والحضارات عبر تفكيك "الحدود الافتراضية" التي تعرقل التفاهم والاحترام بين مختلف الشعوب والحضارات.
ويحضر في هذه التظاهرة العالمية، عدد من كبار المسؤولين من المغرب ومن عدد من الدول الإفريقية، وصناع قرار ورؤساء منظمات دولية وإقليمية، وخبراء اقتصاديين، ورجال أعمال من دول مختلفة..
ويناقش المؤتمرون عددا من القضايا المرتبطة بالتنمية في القارة الإفريقية، وكذا القضايا التي تعتبر مثار قلق وانشغال بالنسبة لدول القارة.
وتناقش هذه التظاهرة من خلال ورشات وجلسات عمل قضايا التنمية الاقتصادية في إفريقيا وتعزيز التعاون جنوب - جنوب"، و"سياسة المغرب في مجال التعاون الإفريقي" و"التدبير الجيد للموارد الطبيعية في إفريقيا" و"تحديات الثورة الرقمية في العالم وفي إفريقيا".
كما تهم المحاور المدرجة في جدول أعمال المنتدى أيضا "تنمية الصناعات البحرية في إفريقيا" و"الأمراض والأوبئة العابرة للحدود ومخاطرها على الصحة العمومية" و"تطوير الصناعات الزراعية والغذائية والصيد البحري في إفريقيا" و"تطوير القطاع المالي والبنكي في إفريقيا" و"النهوض بالصناعات السياحية في إفريقيا" و"العناية بالطاقات المتجددة في إفريقيا" و"تعزيز الحوار بين إفريقيا ودول المغرب العربي وأوروبا" و"قضايا التربية والشغل والشباب في إفريقيا".
يذكر أن منتدى "كرانس مونتانا" تأسس سنة 1986 في سويسرا، وهو منظمة غير حكومية تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في مختلف دول العالم، وتربطه بالإيسيسكو علاقات تعاون متميزة حيث يشارك المدير العام للإيسيسكو في الاجتماعات السنوية للمنتدى التي تبحث فيها قضايا الحوار والتحالف بين الثقافات والحضارات والقضايا ذات الصلة بالتنمية الشاملة في دول الجنوب.