تنطلق أشغال الدورة العاشرة للجامعة الصيفية للسينما بتكريم وازن للسينمائي لطيف لحلو، مساء الأحد 28 أكتوبر الجاري بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالدارالبيضاء، وتتلو ذلك جلسة مفتوحة معه (على شكل ماستر كلاس)، في اليوم الموالي بفضاء المصباحيات للرياضة والترفيه بالمحمدية، يتم من خلالها استعراض خلاصة تجربته التي واكبت تطور السينما المغربية من مطلع الستينات إلى وقتنا الراهن، وذلك لفائدة المشاركين في هذه الدورة الجديدة للجامعة الصيفية للسينما. فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من مسار هذا السينمائي المغربي الكبير : ستون عاما في خدمة السينما: يعتبر لطيف لحلو رائدا من رواد السينما بالمغرب، فعطاءاته كموضب ومخرج ومنتج ومقاول سينمائي وصاحب رأي وغير ذلك انطلقت منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي ولازال رغم بلوغه سن التاسعة والسبعين يمارس عشقه للسينما عبر الإنتاج والإبداع والمشاركة في بعض الندوات والمهرجانات واللقاءات السينمائية التي تنظم في مختلف أرجاء البلاد . ومعلوم أنه من مواليد مدينة الجديدة يوم 3 أبريل 1939، تابع بعد البكالوريا دروسا في السوسيولوجيا من 1957 الى 1959 بجامعة السوربون، وبالموازاة مع ذلك التحق بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس وتخرج منه سنة 1959 بدبلوم في المونطاج (الفوج 14). بعد عودته إلى المغرب اشتغل بالمركز السينمائي المغربي كموظف ابتداء من سنة 1960 وركب لفائدة هذه المؤسسة العمومية الوصية على قطاع السينما ببلادنا مجموعة من الأفلام القصيرة والروبورتاجات السينمائية تتمحور مواضيعها حول الحياة في البادية المغربية، كما نشر مقالات ودراسات بالمجلات المغربية والأجنبية حول السينما المغربية. اضطلع ابتداء من سنة 1965 بمهمة مدير البرامج بالتلفزة المغربية وأخرج لفائدة هذه الأخيرة سلسلتين وثائقيتين ومجموعة من السهرات المباشرة، وعاد سنة 1967 الى المركز السينمائي المغربي كمخرج وموضب رئيسي، وفي سنة 1972 استقال من وظيفته وأسس رفقة مجموعة من المهنيين شركة «سينيتيليما» التي قطعت أشواطا مهمة في تطورها وأصبحت حاليا من بين الشركات الكبرى بالمغرب التي تتوفر على آليات حديثة لتصوير الأفلام وتوضيبها وعلى تقنيين متخصصين من أجل تقديم خدمات في الانتاج وتنفيذه وإدارته وغير ذلك من العمليات المرتبطة بإنجاز الأفلام السينمائية والتلفزيونية والوصلات الإشهارية وتقديم الخدمات المختلفة للإنتاجات الأجنبية المصورة ببلادنا … تتكون فيلموغرافيته من العديد من العناوين من بينها خمسة أفلام روائية طويلة أخرجها في الفترة المتراوحة بين 1969 و 2013 وهي : « عيد الميلاد « (2013)، « الدار الكبيرة « (2009)، « سميرة في الضيعة « (2007)، « غراميات « (1986)، « شمس الربيع « (1969) .. وهذا الفيلم الأخير (أي فيلمه الروائي الطويل الأول) الذي قام ببطولته الممثل الراحل حميدو بنمسعود (1935 – 2013) شكل إحدى البدايات الموفقة إبداعيا للسينما المغربية إلى جانب فيلم « وشمة « (1970) لحميد بناني وأفلام أخرى . وبالإضافة إليها أخرج للتلفزيون المغربي (قناة دوزيم) فيلما متميزا بعنوان « حيط الرمل « (2003) وآخر بعنوان « كاتب تحت الطلب « (2005) ، كما أخرج منذ سنة 1962 مجموعة من الأعمال الوثائقية لفائدة المركز السينمائي المغربي ومؤسسات عمومية وخاصة نذكر منها على سبيل المثال « وازرعوا الشمندر « (1963) و « سين أغفاي « (1967) و « المغرب أرض الرجال « (1972) و « اللوكوس « (1974) و « الغرب ماضي وحاضر « (1976) و « زراعة القمح بتادلة « (1981) … وعلى مستوى المونطاج ركب لطيف لحلو الأفلام القصيرة التالية : « من أجل لقمة عيش « (1960) من إخراج العربي بناني و « الحفل الكبير بإملشيل « (1961) من إخراج عبد العزيز الرمضاني و « شجرة الزيتون « (1962) من إخراج الراحل العربي بنشقرون و « الجديدة « (1964) من إخراج محمد بن عبد الواحد التازي و» صيادو السمك بآسفي « (1964) من إخراج عبد العزيز الرمضاني و « المكتب الشريف للفوسفاط : أسرة كبيرة « (1964) للراحل العربي بنشقرون ، وكلها من إنتاج المركز السينمائي المغربي . وعلى مستوى الإنتاج (أو إدارته أوتنفيذه أوالمشاركة فيه) دخلت شركته « سينيتيليما « كطرف في العملية الإنتاجية لمجموعة من الأفلام المغربية والأجنبية نذكر منها الأفلام الروائية الطويلة : « حرب البترول لن تقع « (1974) من إخراج سهيل بنبركة و» خيول الحظ « (1995) من إخراج الجيلالي فرحاتي و « وجها لوجه « (2003) من إخراج عبد القادر لقطع و « الأجنحة المنكسرة « (2004) من إخراج مجيد رشيش و «ماروك « (2005) من إخراج ليلى المراكشي ، والأفلام القصيرة : « لعبة القدر « (1993) من إخراج عمر الشرايبي و « همسات « (1998) من إخراج حكيم بلعباس و « على جناح السلامة « (2001) من إخراج عزيز السالمي ، والفيلم التلفزيوني « سعيدة « (2001) من إخراج مجيد رشيش . وفي الشق الأجنبي هناك ما يفوق عشرة أفلام ، صورت جزئيا أو كليا بالمغرب ، نذكر منها على سبيل المثال العنوانان التاليان : « بعيدا « (2000) من إخراج أندري تيشيني و « مقهى الشاطىء « (2000) من إخراج بونوا كرافان … تجدر الإشارة في الأخير إلى أن تكريم الأستاذ لطيف لحلو في مناسبات عدة، من بينها الإحتفاء به وبتجربته السينمائية الطويلة في الدورة العاشرة للجامعة الصيفية للسينما بالدارالبيضاء والمحمدية، يعتبر بمثابة تكريم لجيل الرواد السينمائيين المغاربة بأكمله ، كما يعتبر تكريما لأكثر من نصف قرن من تاريخ الممارسة السينمائية بالمغرب بما لها وما عليها ، فتحية حارة لهذا السينفيلي الرائد ، الذي يلقبه البعض ب « حكيم السينما المغربية « ، بمناسبة كل احتفاء نبيل به وبأعماله المتنوعة.