كشف منتخب جزر القمر عيوب ونواقص المنتخب الوطني المغربي، مساء أول أمس السبت بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الثانية، المؤهلة إلى نهائيات أمم إفريقيا 2019. فأمام جماهير ناهزت 30 ألف مناصر، خلق المنتخب القمري مشاكل كبيرة للناخب الوطني، هيرفي رونار، الذي بدا مفتقدا للحلول، في ظل الغياب المؤثر لصانع الألعاب حكيم زياش، وعبد الإله الحافيظي، بداعي الإصابة، حيث كادت المباراة أن تنتهي على إيقاع التعادل السلبي، لولا الاختراق الجيد للظهير الأيمن أشرف حكيمي، وحصوله على ضربة جزاء في آخر ثواني الوقت المحتسب بدل ضائع، ترجمها فيصل فجر إلى هدف الانتصار. وظهرت العناصر الوطنية بوجه شاحب وغير مقنع، وعجزت عن فرض إيقاعها أمام منتخب جزر القمر، الذي بدا منسجما ومتراص الصفوف، وكاد أن يفاجئ المنتخب الوطني مع بداية الجولة الثانية، لكن الحارس ياسين بونو، الذي عوض المحمدي في هذا اللقاء، احتاج على سرعة البديهة وكثير من الحظ، لصد كرة خطيرة، رفعها اللاعب سليماني، الذي اخترق عمق الدفاع المغربي، ووجد نفسه وجها لوجه مع الحارس المغربي. وتسرب شك كبير إلى نفوس اللاعبين المغاربة، الذين افتقدوا إلى التركز بشكل كبير، وباتت محاولاتهم مطبوعة بالتسرع، فغابت الحلول بشكل نهائي. ورغم محاولات الظهيرين نبيل درار وأشرف حكيمي، الذي واصل رونار الاعتماد عليه في الضفة اليسرى، قبل أن يعيده إلى مكانه المعتاد في الجولة الثانية، بمنح الفرصة أمام حمزة منديل، الذي لم يكن أداؤه مقنعا بشكل كبير، وصعودهما لمساندة الخط الأمامي المغربي، إلا أن الأمور لم تتغير. وبدا غياب زياش مؤثرا على أداء المجموعة الوطنية، رغم سيطرتها على الكرة، لكن من دون فعالية أو خطورة على مرمى الحارس علي احامادا، الذي كان في شبه راحة. وفي ظل هذا الأداء العقيم، كانت الضربات الثابتة والكرات الطويلة هي الحل الوحيد أمام لاعبي المنتخب الوطني، بيد أنها لم تحمل أي جيد، رغم أن فيصل فجر أرسل العديد من التقويسات نحو المحترك، إلا أن المهاجمين خالد بوطيب ويوسف النصيري عاكسهما التوفيق. وأنعش دخول أزارو والكعبي في الجولة الثانية أداء الخط الأمامي للنخبة الوطنية، حيث كان هادف الأهلي المصري وراء تمريرة حاسمة نحو أشرف حكيمي، بعد تبادل كروي جميل بينهما، انتهى بسقوط الأخير داخل رقعة العمليات، ليعلن الحكم بوشعاب المغيفري عن ضربة جزاء، أثمرت هدفا في آخر ثواني اللقاء، وسط حسرة كبيرة لاعبي وطاقم المنتخب الخصم. وعموما، فقد كان المنتخب الوطني في حاجة إلى مثل هذه الصدمة حتى يخرج من جلباب الغرور الذي لبسه بعض اللاعبين، عقب الأداء الجيد لهم في نهائيات كأس العالم 2018، وهو ما جعلهم يستصغرون المنتخب القمري، الذي كاد أن يصيبهم في مقتل. وعقب هذه النتيجة عزز المنتخب الوطني مركزه في الرتبة الثانية في هذه المجموعة، برصيد ست نقط، متخلفا بنقطة واحدة عن المنتخب الكاميروني، الذي لن تحتسب نتائجه، باعتباره البلد المنظم للنهائيات، في حين يحتل منتخب جزر القمر الرتبة الأخيرة بنقطة واحدة، متخلفا بنقطتين عن المالاوي، المتواجد في الرتبة الثالثة برصيد ثلاث نقط.