خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أول أمس الخميس بالناظور، الذكرى ال63 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، وهي الذكرى التي تشكل معلمة وضاءة في سجل ملاحم التصدي للوجود الاستعماري. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم بالمناسبة، أن هذه الذكرى تحمل معان ودلالات عميقة تختزن الكثير من أمجاد وروائع الكفاح الوطني. وقال الكثيري «إنه بمشاعر الاعتزاز، نلتقي اليوم لتخليد وإحياء ذكرى وطنية تحمل معان ودلالات عميقة وتختزن الكثير من أمجاد وروائع الكفاح الوطني، عندما انطلق أبطال جيش التحرير بالشمال ليلة 1 و2 أكتوبر 1955 من أجل خوض ملاحم بطولية ضد الوجود الاستعماري». وأضاف أن هذه الذكرى تشكل كذلك مناسبة لاستحضار ما أسدته هذه الربوع من خدمات جلى وتضحيات جسام في سبيل تحقيق طموحات وتطلعات الشعب المغربي إلى الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية. وفي السياق ذاته، ألح المندوب السامي على ضرورة صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية وتعريف الناشئة والأجيال الصاعدة بالملاحم الوطنية التي قادها الرعيل الأول من المقاومين، مستعرضا العديد من المعارك التي عرفها إقليمالناظور في مواجهة الوجود الاستعماري. وأبرز الكثيري أن تاريخ 1 و2 أكتوبر 1955 كان الشرارة الأولى لعمليات جيش التحرير بشمال المملكة ضد الوجود الاستعماري، لافتا إلى أن هذا الحدث يعد مناسبة لاستلهام الدروس والعبر المفعمة بالقيم الوطنية المثلى، والتذكير بالصفحات المجيدة من تاريخ المغرب، الغني بالملاحم البطولية التي خاضها العرش والشعب دفاعا عن الثوابت الوطنية. وأكد الكثيري أن التاريخ سجل أنه بعد انصرام 45 يوما على انتفاضة أكتوبر 1955 المجيدة، كانت العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن يوم 16 نونبر 1955، ليزف إلى شعبه الوفي بشرى بزوغ فجر الحرية والاستقلال وتوحيد شمال المملكة وجنوبها. وبهذه المناسبة، جدد المندوب السامي التأكيد على التعبئة المستمرة والتجند الدائم لأسرة المقاومة وسائر مكونات وفئات وشرائح الشعب المغربي، من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية. وأبرز الكثيري العناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يوليها لأسرة المقاومة وجيش التحرير، مشيدا بالمساهمة الإيجابية لهذه الشريحة الاجتماعية في ترسيخ قيم الوطنية الحقة ومسلكيات المواطنة الإيجابية والاعتزاز بالانتماء الوطني. وتميز هذا اللقاء، الذي حضره عامل إقليمالناظور علي خليل، بتوشيح المقاوم علال بوركبة بوسام ملكي شريف، وتكريم عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كما سلمت إعانات مالية ومساعدات اجتماعية لعدد من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير وأرامل المتوفين منهم. إلى ذلك، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تخليدا للذكرى 63 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، مهرجانات خطابية ألقيت خلالها كلمات وشهادات تستحضر فصول هذه الملحمة. ويتمثل الهدف من تنظيم هذه المهرجانات الخطابية في إبراز المقاصد الروحية والنضالية والقيمية لهذا الحدث ورمزيته ودلالاته الوطنية العميقة، فضلا عن استحضار تضحيات الشهداء والمقاومين وخدماتهم الجلى وآثارهم الخالدة في معترك المقاومة ومسيرة التحرير والوحدة. وتؤكد المندوبية السامية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد ذكرى هذه المحطة التاريخية المجيدة، لتعتز بما تطفح به من معاني الوفاء والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب في مسيرة التحرير والوحدة، إبرازا لصفحات مشرقة من تاريخ كفاح أبناء أقاليم بولمان وتازة والحسيمة والناظور في مستهل شهر أكتوبر 1955، واستحضارا لتضحياتهم الجسام وتعريفا للأجيال الجديدة بدروس وعبر وعظات هذه المحطة التاريخية المجيدة.