أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أمس الجمعة بالناظور، على أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية المشتركة للأقطار المغاربية. قال الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم بمناسبة تخليد الذكرى ال58 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، إن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير قامت بعدة مبادرات ووقعت اتفاقيات تعاون وشراكة مع عدد من المؤسسات والمنظمات ببلدان المغرب العربي من أجل العمل على كتابة الذاكرة التاريخية وتوثيقها، والوفاء لذاكرة أولئك الأبطال الذين ضحوا ونذروا أنفسهم من أجل "أن نعيش في أوطان مغاربية حرة ومستقلة وكريمة". وأشار إلى أن تخليد ذكرى انطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بأقاليم الشمال في بداية شهر أكتوبر من سنة 1955 يمثل مناسبة لاستحضار ما تحمله هذه الذكرى من دروس وعبر وما تطفح به من معاني وقيم ينبغي الحفاظ عليها ونشرها وبثها في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة. وسجل أن إقليمالناظور حظي بمكانة وازنة ومتميزة ليس فقط في مسيرة الكفاح الوطني بل وكذلك في المسيرة الكبرى المغاربية التي ضمت أبناء أقطار المغرب العربي الكبير الذين اصطفوا في صف واحد من أجل الدفاع عن نفس الأهداف المتمثلة أساسا في حرية واستقلال هذه الأقطار وتحقيق العزة والكرامة للشعوب المغاربية قاطبة. وذكر المندوب السامي بالمناسبة ببطولات وتضحيات أبناء منطقة الريف في سبيل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت والمقومات الوطنية، بالإضافة إلى تصديهم لكل المحاولات والمخططات الاستعمارية الرامية إلى تفتيت الكيان الوطني وتجزئة الجسم المغربي. وحضر المهرجان الخطابي على الخصوص عامل إقليمالناظور المصطفى العطار والأمين العام للاتحاد العربي للمحاربين القدامى وضحايا الحرب مصطفى خميس ووفد عن المنظمة الوطنية للمجاهدين الجزائريين، ورئيس المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير محمد آجار بونعيلات. وتم في ختام المهرجان الخطابي تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير اعترافا بتضحياتهم لصون كرامة البلاد والدفاع عن مقدساتها الدينية والوطنية.