من مظاهر انقلاب الصورة في بطولة توصف بالاحترافية، أن يتحول رئيس يوسفية برشيد، نور الدين البيضي، العضو الجامعي، إلى مدرب، لا أعرف من أي مستوى، ومن دون مراعاة لوضعه الاعتباري، ومن دون احترام لمبدأ اسمه الاختصاص. وهنا لابد أن نتساءل عن دور المدرب سعيد الصديقي داخل يوسفية برشيد، مادام الرئيس نور الدين البيضي يقوم بتسيير اللاعبين داخل رقعة الميدان، متقمصا دور المدرب في دكة الاحتياط؟ وقد لاحظ الجميع كيف أن المدرب سعيد صديقي بدا في بعض الأحيان مهمشا، وهنا نتساءل عن دور الحكم الرابع ومندوب المباراة، خاصة وأن ورقة المباراة والتي أطلع عليها كل رجال الإعلام تتضمن اسم نور الدين البيضي كرئيس دون أن تكون له صفة أخرى. وقد أثار سلوك الرئيس/المدرب الكثير من الاستهجان لدى العديد من المتتبعين، وصل إلى حد الشفقة، خاصة حينما يبدأ في الصياح مناديا على اللاعبين، يقدم لهم التوجيهات فرادى وجماعات، وربما أنه هو من يقوم بالاختيارات، والتغييرات، أما المدرب سعيد الصديقي الذي لا يتوقف عن انتقاد الغير، فهو "خضرة فوق طعام"، وهناك من لام البيضي كونه لم يتقمص دور طبيب الفريق، ليزداد المشهد قتامة. وهنا نتساءل عن شخصية المدرب سعيد الصديقي، الذي تنازل عن اختصاصاته ومسؤولياته، لأنه يبقى المسؤول الأول والأخير عن النتائج التي سيحاسبه عنها الرئيس/المدرب في نهاية المطاف. وسيجد قيدوم المدربين، ورئيس وداديتهم "ماندوزا" نفسه عاجزا، عن تنبيه المدرب سعيد الصديقي إلى ضرورة الدفاع عن شخصية المدرب ومهامه، لأن "ماندوزا" هو الآخر يتقمص كل الأدوار داخل فريقه، وبذلك يكون هو و الصديقي والبيضي وجهان لعملة واحدة. وهنا نتساءل من سيحمي المدرب الضعيف، من مثل هذه التصرفات التي تخدش صورة كرة القدم المغربية، التي يقال إنها وصلت إلى درجات عالية من الاحتراف والمهنية؟ لقد حان الوقت ليعرف كل مسؤول داخل فريقه حدود تدخلاته، فالرئيس مكانه منصة تسمى بالشرفية، تشريفا له، مهمته البحث عن الموارد المالية القارة لضمان حقوق اللاعبين والأطر التقنية والطبية وليس تقمص دور المدرب، بدعوى أنه كان في يوم ما لاعبا. على بعض رؤساء الفرق الرياضية احترام وضعهم الاعتباري، وعليهم مشاهدة كيف يحافظ رؤساء الفريق الكبيرة على مسافة كبيرة بينهم وبين دكة الاحتياط، وبينهم وبين المدربين، وهناك من لا تشاهد له حركة فرح أو امتعاض وهو يتابع مباراة فريقه من المكان المخصص له، لأنه يعرف جيدا بأن كل حركة من حركاته مرصودة.