أعلن إيمانويل فابير، رئيس مجموعة دانون الدولية، أن فرع الشركة في المغرب قرر التخلي نهائيا عن هامش الربح في مادة الحليب المبستر وذلك استجابة لانتظارات المستهلكين بخصوص القدرة الشرائية المعبر عنها خلال حملة تواصل واسعة شملت الآلاف من الأسر عبر التراب الوطني، وكذا حفاظا على استمرارية الوحدة الإنتاجية ودخل مربي الأبقار وسلسلة التجار من جهة أخرى . وهكذا، وبعد حملة مقاطعة واسعة استمرت حوالي 5 أشهر، وكبدت الشركة خسائر فادحة، قررت دانون انطلاقا من يومه الجمعة، تخفيض سعر الحليب من 3.5 دراهم إلى 3.2 دراهم لعلبة 470 مللتر. وأوضح فابير خلال مؤتمر صحافي بالدارالبيضاء أن ثمن شراء الحليب من المنتجين لن يتغير، وكذلك هامش ربح الموزعين، وهو ما يعني أن الشركة ستتحمل وحدها تبعات هذا التخفيض، مؤكدا التزام الشركة بعدم تحقيق أي ربح من بيع الحليب المبستر، وتعهد ببيعه بتكلفة الإنتاج. وقال رئيس المجموعة الدولية إن شركته في المغرب ستطرح في السوق المغربي خلال الأيام القادمة منتوجا جديدا للحليب، بنصف القشدة، وذلك بسعر 2.5 دراهم لعلبة 470 ميليلتر في أكياس بلاستيكية يجري حاليا تهييؤها وطباعتها قبل دخول منصات الإنتاج. واعتبر إيمانويل فابير أن نجاح النموذج الاقتصادي الجديد لتسويق الحليب، والذي يتمثل في بيع المنتوج بتكلفة الإنتاج، رهين بعودة كميات البيع إلى مستواها الطبيعي واسترجاع الشركة لحصص السوق التي خسرتها بسبب المقاطعة. وأضاف أن مستقبل العلامة يبقى، بعد ما بذلته الشركة من مجهودات، بين يدي المستهلك المغربي. وأوضح أن الشركة أطلقت حملة تواصلية واسعة بهدف الحوار والتشاور مع كل المتدخلين في سلسلة الحليب، والتي شارك فيها نحو 100 ألف مغربي، سواء من خلال اللقاءات التي نظمتها الشركة في مختلف المدن أو عبر صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف تلقي الاقتراحات ومناقشة أسباب مقاطعة منتجات الشركة، وتفسير التزاماتها، وعلى رأسها السعر العادل والشفافية والتعهد بعدم تحقيق هامش ربح في بيع الحليب الطازج مع ضمان استمرار توفيره بنفس الجودة والمعايير. من جهته، قال ديديي لامبلان، المدير العام ل»سنطرال دانون» المغرب، إن الشركة خسرت 40 في المئة خلال الأسابيع الأولى من انطلاق حملة المقاطعة وأن الوضع لم يتحسن منذ ذلك الحين حيث فقدت الشركة ريادتها في حصة سوق الحليب المبستر بالمغرب خلال النصف الأول من العام، وانتقلت من المرتبة الأولى إلى الثانية، غير أن الشركة مع ذلك لم تفقد ريادتها في باقي مشتقات الحليب كالياغورت والألبان والأجبان .. وبحسب مسؤولي «سنطرال دانون» ستعمل الشركة على دراسة رد فعل المستهلكين بخصوص العرض الجديد، وتحليل مدى صلاحية هذا النموذج الاقتصادي الجديد. وفي هذا الصدد قال « آمل أن تقودنا هذه الإجراءات الجديدة إلى استعادة حجم المبيعات، التي تسمح لنا اقتراح، وبطريقة مستدامة وسعر عادل، المنتجات ذات الجودة التي كانت جزءا من الحياة اليومية للمستهلك المغربي لفترة طويلة».