احتضنت قاعة الندوات بالملعب البلدي لبرشيد عشية أول أمس(الخميس) أشغال جمع لم تحدد له الصفة الشرعية، واعتبره البعض لقاء تواصليا ليس إلا، وداخله اجتمع المكتب المسير ليوسفية برشيد بمنخرطي الفريق لتدارس موضوع الاستقالة الجماعية. وفي شأن هذا أكد السيد نور الدين البيضي، رئيس اليوسفية، على أن ناديه بلغ النفق المسدود وأضحى يسير في شؤونه المالية يوما بيوم، في ظل استفحال الأزمة وتملص الواعدين بدعم الفريق من وعودهم، بل هناك – يضيف البيضي – من لم يرقه ما حققه الحريزيون من إنجاز كروي غير مسبوق، وبدأوا بالضرب تحت الحزام، مسخرين البعض خاصة من الخصوم السياسيين لزعزعة استقرار اليوسفية، ممزجين بين ما هو سياسي ورياضي، همهم الانتخابات رغم أن موعدها لازال بعيدا، يضيف الرئيس، الذي لم يفته في نفس الكلمة الثناء على كل مكونات ناديه من لاعبين وتقنيين وإداريين، مشددا على أن لاعبيه قادرون على مقارعة الكبار، ولعب أدوار طلائعية داخل بطولة المغرب الاحترافية، منهيا تدخله بالتشبث بالاستقالة. الكاتب العام للفريق، أوضح في ذات اللقاء – الذي حضره إضافة إلى المنخرطين بعض جمعيات المحبين وقدماء اللاعبين – أن يوسفية برشيد صرف من نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي 350 مليون سنتيم، وأنه حاليا يتدبر أموره المادية اعتمادا على اكتتاب الرئيس والكاتب العام نفسه وآخرين، وأنه حان الوقت لتتدخل كل الفعاليات الحريزية لانتشال فريقها من عنق الزجاجة. المنخرطون، وبعد كلمتي الرئيس والكاتب العام، رفضوا استقالة المكتب المسير، وكذلك بعض المحبين عبروا عن نفس الرغبة عبر رفع لافتة تطالب المسيرين بالعدول عن استقالتهم، ونفس المنحى سار عليه قدماء اللاعبين، الذين طالبوا باستمرار المكتب المسير في مهامه لضمان الاستقرار. نور الدين البيضي والكاتب العام تشبثا بالاستقالة وغادرا منصة القاعة، لتتعقبهما مجموعة من الحضور، وبعد أخذ ورد، ونقاش ساخن وهادئ في نفس الوقت، عاد الجميع للقاعة وأخذ الرئيس الكلمة من جديد ليشكر الجميع عما اعتبره ثقة وضعوها فيهم… ثقة أرغمتهم، يتابع الرئيس، على العدول عن تقديم الاستقالة، مطالبا في ذات الوقت بتدخل عامل المدينة والفعاليات الحريزية وأرباب الوحدات الصناعية لدعم الفريق ماديا، معطيا مدة شهر واحد لمساعدته عن إخراج النادي من براثين الأزمة، وعكس ذلك سيجدد تقديم استقالته. لقاء الخميس هذا اعتبره محبون بأنه سيكون بداية لانفراج الأزمة، لكن البعض الآخر اعتبره تكرارا لنفس سيناريوهات قديمة، تعاد فيها الأدوار كلما تطلب الأمر ذلك، كون الاستقالة لا تقدم للمنخرطين وإنما تقدم للجهات المعنية: من جامعة وسلطة محلية، ويتساءل أصحاب هدا الرأي: كيف لفريق رئيسه نائبا برلمانيا عن المدينة ونائبا لرئيس مجلسها البلدي، وفي الوقت نفسه هو رئيس المجلس الإقليمي وعضو جامعي أن يعيش هذا الوضع…؟ وإذا كانت يوسفية برشيد يترأسها رئيس بهذا الحجم وتعيش أزمة مادية خانقة…. فماذا سنقول عن الفرق التي لا حول ولا قوة لها؟.