ارتفع معدل البطالة بالمغرب بأزيد من نصف نقطة خلال عام واحد بعدما وصل عدد العاطلين إلى 1.140.000 شخص، حيث التحق 64 ألف عاطل جديد بطابور البطالة خلال الفترة ما بين الفصل الثالث من سنة 2013 ونفس الفصل من سنة 2014 حسبما كشفت عنه بيانات إحصائية أصدرتها أمس المندوبية السامية للتخطيط. وعلى الرغم من أن القطاعين الثانوي والثالثي شهدا إحداث 133 ألف منصب شغل، غير أن قطاع الفلاحة والغابة والصيد فقد 75 ألف منصب شغل ليرتفع بذلك معدل البطالة وطنيا من 9,1 بالمائة إلى 9,6 بالمائة وبينما تمكن القطاع الصناعي من إحداث 31 ألف منصب شغل، أي بزيادة 2,6 بالمائة في حجم التشغيل به، بفضل إحداث 18 ألف منصب بفروع النسيج والملابس الجاهزة و9 آلاف بفروع الصناعات الغذائية والمشروبات، فقد عرف قطاع الفلاحة، الغابة والصيد بالمقابل فقدان 75 ألف منصب شغل، وهو ما يمثل تراجعا يقدر ب 1,8 بالمائة من حجم التشغيل بهذا القطاع، مقابل إحداث 156 ألف منصب خلال السنة الماضية و17 ألف منصب كمتوسط سنوي خلال سنتي 2011 و2012.. وشهدت المدن المغربية ارتفاعا في عدد العاطلين أدى الى استفحال معدل البطالة بها لينتقل من 14 بالمائة إلى 14,5 بالمائة، ولم تسلم البوادي من هذه الموجة إذ شهدت هي الأخرى ارتفاعا في معدل البطالة بين ساكنتها، منتقلا من 3,7 بالمائة إلى 4,1 بالمائة . وضرب وباء البطالة بالخصوص أوساط الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة من لينتقل من 19,1 بالمائة إلى 20,6 بالمائة وزاد تفشيا بين صفوف حاملي الشهادات ليرتفع من 16,5 بالمائة إلى 16,8 بالمائة. وأوضحت إحصائيات المندوبية أن معدل الشغل الناقص، من جهته، انتقل من 9,4 بالمائة إلى10,6 بالمائة على المستوى الوطني. ورغم أن قطاع الخدمات تمكن من إحداث 60 ألف منصب شغل على المستوى الوطني، إلا أنه بقي دون المعدل السنوي المسجل بين عامي 2011 و2012 والذي وصل الى 138 . وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط أن ظاهرة البطالة تبقى متفشية أساسا في صفوف حاملي الشهادات والشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، حيث سجل معدل البطالة 4,6 لدى الأشخاص غير الحاصلين على شهادة، 15,2 بالمائة لدى حاملي شهادات المستوى المتوسط وبلغ 21,7 بالمائة في صفوف حاملي شهادات التأهيل المهني، و 20 بالمائة لدى حاملي شهادات المستوى العالي والذي بلغ ضمن خريجي الكليات منهم 24,6 بالمائة . وكشفت بيانات المندوبية أن مجتمع العاطلين بالمغرب يتمركز أساسا في المدن، حيث أظهرت نتائج البحث أن ما يقارب ثمانية من بين عشرة عاطلين (%79,9) هم حضريون؛ وأن أكثر من الثلثين (%64,5) تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة؛ أكثر من واحد من بين أربعة (%26,8) حاصل على شهادة ذات مستوى عال؛ وأن أكثر من النصف 51.2% لم يسبق لهم أن اشتغلوا؛ وأن ما يقارب الثلثين (%62,4) تفوق مدة بطالتهم السنة؛ و أن ما يقارب واحد من بين ثلاثة (%28,1) هم في هذه الوضعية نتيجة الطرد أو توقف نشاط المؤسسات المشغلة.