توزعت مباريات الجولة الأولى من البطولة الاحترافية في طبعتها الثامنة على أيام السبت والأحد والاثنين، مع تأجيل مبارتين بسبب إلتزام الوداد والدفاع الحديدي بمنافسات عصبة الأبطال. فبأي وجه أطلت وستطل أولى المحطات؟ وما هي الصورة التي سترسمها النسخة الجديدة لدوري يفتقد لبعض ركائز الاحتراف؟ وكيف ستدبر الأندية الستة وضعها الإداري وهي بدون رئيس؟ وهل بمقدور اللاعبين أن يقدموا هذا الموسم عطاءات تنسجم وقيمة التوقيعات والمكافآت؟ وهل سيقلع بعض المدربين عن الأساليب التكتيكية العقيمة التي لا تسهم في الارتقاء بالمنتوج الكروي المحلي؟ وكيف سيكون حال التحكيم مع الوجوه الجديدة؟ هي أسئلة لا بد من طرحها قبل انطلاق البطولة، لكن المباريات الأولى أعطت الانطباع الأولي على أن لا اختلاف في النسخة الجديدة مع سابقاتها. ودشن مولودية وجدة عودته لقسم الأضواء بديربي الشرق ضد نهضة بركان، وكان الرهان على هذه المواجهة المحلية باعتبارها ستكشف بعض معالم الاستعداد للفريق الوجدي، الطامح إلى تفادي لعبة المصعد التي ألفها، لذلك، كانت رغبة الوجديين كبيرة للتوقيع على انطلاقة موفقه. وبالفعل، فقد استطاع الوافد الجديد أن يعود بتعادل ثمين، وكان قريبا من صنع الحدث، لو حافظ على امتياز التفوق المسجل في الدقيقة 87، لكن الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب، منحت التعادل للنهضة البركانية، خلال هذه المباراة التي عرفت إعلان الحكم عادل زوراق عن ضربتي جزاء، إلا أن تحكيمه كان مثار انتقادات من قبل جماهير الفريقين. وإذا كانت نتيجة التعادل لم ترض المدرب الجعواني، الذي كان يطمح للفوز بالديربي، فإنها في المقابل أرضت الإطار التقني عزيز كركاش. فريق الرجاء، الذي عاش صعوبات كبيرة الموسم الماضي في ظل ولاية سعيد حسبان، يبدو أنه تخلص من رواسب المشاكل المادية وغادر رحم المعاناة التدبيرية، حيث دشن الموسم الجديد بفوز عريض على حساب شباب الحسيمة الذي يعاني فراغا على مستوى الرئاسة، خلال مباراة عرفت اتجاها واحدا، خصوصا بعد طرد الحارس الحواصلي من قبل الحكم الشاب نبيل برقية. واعتبر المدرب الاسباني غاريدو الفوز إنجازا مهما، سيعطي دفعة معنوية قوية للاعبين، ولم يخف في تصريحه الدور الذي لعبه الجمهور في تحقيق هذه السداسية. من جانبه اعترف مدرب شباب الحسيمة، ميمون واعلي، بالبون الشاسع بين فريقه وفريق الرجاء على كافة المستويات، موضحا في تصريحه على أن شباب الريف يتوفر على أسماء جديدة تحتاج إلى وقت لخلق التجانس فيما بينها. وبالنسبة للمبارتين المبرمجتين يومه الاثنين، فإن بطل الموسم الماضي، اتحاد طنجة، أعد العدة للحفاظ على صورته محليا وقاريا، حيث دخل مبكرا بورصة الانتدابات وأقام معسكرات وهيأ جمهوره على التحفيزات.. ولعل استقباله لسريع وادي زم، فرصة لتدشين الموسم الجديد على إيقاع الإيجابي، سيما وأن الفريق الضيف يتسم مستواه بالتواضع خارج قواعده. وبخصوص الكوكب، فقد استعد بدنيا وتقنيا ونفسيا وذهنيا للتوقيع على نتائج ثقيه كابوس الهبوط، الذي اعتاد أن يعيشه كل موسم، لكن البرنامج أوقعه في مواجهة فريق عنيد اسمه الفتح الرباطي، الذي رسم مدربه الركراكي استراتيجية خاصة بالموسم الجديد، وقطار اختبار هذه الاستراتيجية سينطلق من محطة مراكش.