لاقت صنوف من الأطباق المغربية من قبيل الكسكس والبسطيلة والطاجين، إضافة إلى الشاي، نجاحا باهرا في المهرجان الأول لفن الطبخ المغربي بأستراليا، والذي اختتمت فعالياته الأحد في رحاب المعرض الكبير بكانبيرا. واستقطبت أمسية اختتام تظاهرة «نكهات من المغرب» مئات الشخصيات، من ضمنها رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى كانبيرا، بالإضافة إلى لفيف من عوالم السياسة والفن وأخرى من المجتمع المدني، لاسيما أعضاء النادي النسوي العالمي، فرع كانبيرا. وتخلل الأمسية التي احتضنها مطعم اتشح بألوان المملكة، عرض خصصه الطباخ المغربي، حسن امسولي، الذي ابتدأت تجربته في الميدان بأستراليا سنة 1986، وسعى من خلاله إلى إبراز مميزات فن الطبخ المغربي. وأكد سفير جلالة الملك بأستراليا، كريم مدرك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش اختتام المناسبة التي نظمت من 3 إلى 12 من الشهر الجاري، أن فنون المطبخ المغربي «وفدت ضيفا لمدة عشرة أيام على العاصمة الفدرالية، ومكنت، لأول مرة، الأستراليين من اكتشاف صنوف عديدة من الأطباق المغربية وروافدها الحضارية المتعددة». وأبرز مدرك أن التظاهرة المنظمة في إطار الاحتفاليات بالذكرى التاسعة عشرة لعيد العرش المجيد، ترمي إلى التقعيد لجزء من التراث اللامادي للمملكة مشهود له عالميا، ألا وهو فن الطبخ المغربي، مضيفا أن «العلامة المغربية تسوق بيسر في أستراليا». ولا أدل على ذلك، وبالرغم من البون الجغرافي، زيارة زهاء 45 ألف أسترالي المملكة كل سنة. وأضاف السيد مدرك أن «المغرب يعد حاليا من ضمن الوجهات التي يقبل عليها الأستراليون، بالنظر لما ينعم به من استقرار وطفرة اقتصادية وفن عيش»، كما لم يفت الدبلوماسي المغربي التذكير بأهمية مثل هذه المناسبات في التقريب بين الشعبين اللذين يتقاسمان العديد من القيم. ومن الجانب الأسترالي، اعتبرت الصحفية يين، مؤسسة الموقع المتخصص في الطبخ «فود جورنال» أن المناسبة «مكنت الذواقين من الأستراليين من إماطة اللثام عن خبايا المطبخ المغربي الذي يحظى بالتقدير على المستوى العالمي». وأوضحت المدونة الأسترالية الشهيرة أن «الطبخ المغربي جد غني وفاخر ومتنوع، ويمازج إلى مالا نهاية بين معادلة «الحلو والمالح». وشكل عرض الطبخ الذي قدمه الطباخ حسن امسولي أبرز لحظات الأمسية، حيث قام بتحضير ثلاثة أطباق مغربية أمام الحضور، وهي سلطة الباذنجال (زعلوك ، التي تعد من المقبلات)، وطاجين السمك والكسكس. واستعرض الطباخ برؤيته المتجددة للمطبخ المغربي والتي تزكيها معرفته العميقة بالنكهات منذ طفولته بالدار البيضاء، أمام جمهور أبدى اهتماما وعناية كبيرين، مختلف مراحل إعداد الأكلات التقليدية، ولاسيما الكسكس الذي يتطلب عناية خاصة. وأوضح الطباخ المغربي أن «اللقاء سافر بالحضور، على امتداد الأمسية، إلى قلب المغرب، ولمختلف أوجهه الثقافية، لاسيما فن الطبخ، والموسيقى والصناعة التقليدية». وأوضح أن الأستراليين الذين يبدون شغفا لتذوق مطابخ العالم، يعشقون فن الطبخ المغربي المتنوع لتفاعل البلد مع ثقافات وأمم على امتداد قرون، لاسيما عبر روافده الإفريقية والأمازيغية والموريسكية والعربية واليهودية والمتوسطية. ولم يفت ضيوف هذه الأمسية المفعمة بإيقاعات الموسيقى المغربية التقليدية، التعبير عن الثناء والإعجاب بأجواء الضيافة وحسن الاستقبال المغربيين التي خيمت طيلة أيام هذه التظاهرة، التي أضفت بعض الدفء المتوسطي على شتاء كانبيرا.