كانت البداية انزاع بسيط بين صديقين تحول الى شجار حول الكحول،لكن سرعان ما تحول الأمر إلى جريمة قتل بشعة، إذ بعد أن امتنع الضحية عن مشاركة الجاني شرب الخمر، ضربه ضربا مبرحا، ثم أشهر في وجهه السلاح الأبيض. وحين أحس الجاني بالذل والإهانة اختفى عن الأنظار للحظات وكتم غضبه، قبل أن يتأبط مدية ويعود للبحث عن الهالك انتقاما لكرامته، ووصل به الغضب إلى حد إنهاء حياة صديقه، بعد أن سدد إليه ثلاث طعنات كانت كافية لإزهاق روحه الجاني يتوجه الى منزل العائلة عاد إلى منزل أسرته وهو في حالة هستيرية، استقبلته والدته التي التي لم تتمالك نفسها وصرخت صرخة قوية معبرة عن فزعها من الحالة التي كان عليها ابنها، حيث كانت الدماء تنزف من وجهه ورأسه، و ملابسه ملطخة بالدم، ودون أن تسأله صبت عليه الماء في محاولة منها لغسل الدماء التي كانت تنزف منه دون توقف، فطلب منها أن ترافقه أولا إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج قصد إنقاذه من موت محقق، وبعد ذلك ستعرف منه باقي الحكاية . كانت آلاف الأسئلة تدور في رأس الأم وهي تسير رفقة ابنها إلى المستشفى، ماذا حدث بالضبط؟ ومن كان يريد قتل فلذة كبدها؟ وجاء الجواب سريعا، فغير بعيد عن مسرح الجريمة، لمحت الأم جثة شخص ملقاة على قارعة الطريق، واحتشد من بين جمع غفير من سكان الحي وبسرعة ربطت الأم بين خيوط المشهدين لتتأكد من علاقة الجثة بابنها، حيث أخرستها الصدمة، وقبل أن يصل الابن إلى المستشفى، تراجع في آخر لحظة، مخافة أن يفتضح أمره، ورمى بسترته الملطخة بالدماء، وتوجه نحو إحدى محطات البنزين الموجودة بمدخل المدينة للاختفاء وغسل آثار الدماء، وفي الوقت نفسه، أسرعت الأم إلى مسرح الجريمة، وطلبت ابنها القاصر إخفاء المدية التي كانت ملقاة غير بعيد عن مسرح الجريمة، مخافة أن تعثر عليها الشرطة. في قبضة رجال الأمن قادت مجموعة من التحريات، التي أجرتها الشرطة القضائية، الى فك لغز جريمة قتل اهتزت لها المنطقة، فقد تم الاهتداء إلى هوية الفاعل، حيث استمعت الشرطة إلى والدته التي سلمت الضابطة سترة ابنها الملطخة بالدماء، وأكدت أنها أخذتها من مكان الجريمة، حينما كانت تتعقب ابنها، وتوصلت الشرطة إلى مكان وجوده، لتعتقله بمحطة البنزين الموجودة بمدخل المدينة، كما حجزت المدية، التي استعملها في قتل غريمه لدى شقيقه، الذي صرح بدوره أنه عمل على إخفائها في كومة من الرمل، بعد أن التقطها من مكان الحادث، بطلب من أمه، قصد طمس معالم الجريمة، وهو الشيء الذي أكدته الأم في محضر أقوالها. اعتدى عليه بعدما رفض تناول الخمر معه أكد المتهم، أنه أصيب بجروح بليغة في عينه ويده جراء عراك مع الهالك، بعد خلاف نشب بينهما قبيل الحادث، حول ثمن المشروبات الكحولية، التي كانا يعتزمان اقتناءها. فدخلا في عراك عنيف، جعل الهالك يوجه إليه ضربة قوية بواسطة حجارة في رأسه وأخرى في عينه بواسطة أداة حادة، ما دفعه إلى التوجه صوب المنزل القريب من مكان وقوع الجريمة، فأحضر مدية كبيرة لتصفية غريمه، لكنه لم يجده في المكان ذاته، ليقتفي أثره بإحدى الساحات بالحي نفسه، حيث وجه له ثلاث طعنات مميتة: الأولى في الصدغ والخد الأيسر، والثانية في العنق، أما الثالثة ففي القفص الصدري، وبعد تأكده من سقوط الضحية وشل حركته، غادر مسرح الجريمة بعد أن تخلص من المدية، ليتصل بوالدته طالبا منها مرافقته إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات. وأوضح أنه دخل مع غريمه في مشادة كلامية إثر رفضه احتساء ماء الحياة رفقته، فأرغمه الهالك على المشاركة في جلسة خمرية، مؤكدا أن الضحية هو الذي بادر إلى الاعتداء عليه، وأنه لم تكن له نية قتله، وأن حمله للمدية كان بقصد تخويف الهالك والدفاع عن النفس، ويتذكر طعنة واحدة وجهها للهالك في الوجه. 20 سنة سجنا و50 ألف درهم تعويضا مدنيا أحيل المتهم على المدعي العام الذي أحاله على التحقيق وإيداعه السجن حيث أكد أثناء التحقيق الإبتدائي والتفصيلي أن الضحية كان سباقا الى الإعتداء عليه بواسطة حجر وخوفا من الإعتداء عليه مرة أخرى حمل معه المدية قصد تخويفه بها إلا أنه استمر في استفزازه خاصة وأنه رفض تناول مسكر ماء الحياة معه، فحاول تخويفه إلا أنه أصابه إصابة أودت بحياته دون أن تكون له نية قتل الضحية دفاعه تبنى ماجاء في تصريحاته وأعتبر أن موكله كان في حالة استفزاز ودافع عن نفسه من أجل إبعاد الخطر عليه إلا أن الموت كانت قضاء وقدر، وبالتالي يجب على هيئة المحكمة أن تستحضر كافة المعطيات أثناء تداولها وألتمس تمتيع المتهم بأوسع مايمكن من ظروف التخفيف. وبعد المداولة أدين المتهم، بعد متابعته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، ب 20 سنة سجنا نافذا، وبتعويض مدني قدره 50 ألف درهم