في بحر الموسم الدراسي 2016 – 2017 ، أنجز التلاميذ « محمد عثماني – حمزة اكدير – منى أحمري – أسماء السعيدي – نهيلة سلاك – عبد الله بوتقبوت «، من ثانوية واويزغت التأهيلية ، عرضا غنيا بالمعطيات المحددة ل «الواقع « غير السليم الذي باتت عليه بحيرة بين الويدان، نستعرض هنا أبرز محاوره تعميما للفائدة… « جوهرة زرقاء» جوهرة زرقاء ، تعانقها أحضان جبال الأطلس المتوسط الشامخة، دائمة الانبساط بكل عفوانية وكبرياء على مهدها الذي أعلن فيه عن «ولادتها الميمونة «سنة 1953، جنوب بلدة واويزغت بإقليم أزيلال تحت اسم بحيرة بين الويدان. هذا اللقب لم يحضر عبثا بقدر ما هو نتيجة إقامتها على سد تصب فيه مياه وادين أو( نهرين) : واد العبيد من الجهة الشمالية وواد احنصال من الجهة الجنوبية الشرقية، تمتد البحيرة شمالا على مسافة 15 كيلومترا لتغطي مساحة قدرها 3740 هكتارا، بطاقة استيعابية من المياه تقدر ب 1.257 مليار متر مكعب، عمقها عند التشييد 120 م. بطريقة رائعة على شكل قوس، شيد هذا السد الذي يحمل نفس الاسم سنة 1953، والذي قام بتصميمه المهندس الفرنسي «أندري كوين « سنة 1950 ،بعلو 132م (أعلى سد بأفريقيا) وعرضه 290م ، وفي أسفله يتواجد سد ايت وعرضى لتجميع مياه السد و إعادة توزيعها ، ويغذي سد بين الويدان عبر قنوات مائية تحت أرضية محطة افورار لإنتاج الطاقة الكهرومائية، مشكلين بذلك اكبر مركب كهرومائي على الصعيد الوطني . «مركب كهرومائي» يعد المركب من أضخم المنشآت التي تتوفر عليها جهة بني ملال – خنيفرة قياسا لما يشكله من أهمية قصوى في مجالات عدة أهمها: مجال الفلاحة : مياهه تسقي ما يفوق 7000 هكتار من الأراضي الفلاحية بكل من سهول تادلة وسهول تانسيفت الحوز بإقليم قلعة السراغنة. كما يوفر كميات مهمة من المياه الصالحة للشرب والمياه المستعملة في المجال الصناعي ( غسل الفوسفاط بخريبكة ) . مجال الطاقة : المركب يوفر نسبة جد مهمة من الطاقة الكهرومائية المنتجة بالمغرب: أكثر من 700 جيغاواط/ ساعة. بيئة و سياحة تعد البحيرة جوهرة طبيعية بامتياز، يطبعها الهدوء والجو الجميل، مما جعلها وجهة لعشاق الأرياف والطبيعة ، يتدفق عليها السياح من كل صوب وحدب، منهم الأجانب، للاستمتاع وممارسة العديد من الهوايات مثل السباحة، الغطس ، الصيد بالقصبة، وركوب الدراجات المائية والمراكب. هذا الأمر ساهم في انتشار العديد من المركبات والوحدات السياحية على ضفافها مستحدثة بذلك العديد من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة. تزخر البحيرة بتنوع بيولوجي مهم، إذ تأوي مجموعة من أصناف الأسماك ذات الجودة الغذائية العالية مما يخلق «نشاطا اقتصاديا» في حقل الصيد النهري الذي يعيل الصيادين وعائلاتهم. كما تعيش بها العديد من «العوالق النباتية» phytoplanctons)70 اصنوفة) ومن العوالق الحيوانية zooplanctons) 12اصنوفة) . والغطاء النباتي المحيط بها يعد غطاء مهما ومتنوعا خاصة الحزام الجبلي الذي يضم العديد من الأجناس النباتية، أهمها (الخروب، العرعار، البلوط…). مستقبل البحيرة كل المحاسن التي تميز عروس الأطلس المتوسط، لن تخفي المخاوف والتوجس من المخاطر التي تتوعدها مستقبلا ومستقبل النظام البيئي المرتبط بها. انجراف التربة والتوحل: يشكل توحل السد الناتج عن انجراف التربة بسبب تدهور الغطاء النباتي وتآكل ضفاف أنهاره، تهديدا خطيرا للمجهودات المبذولة في مجال تعبئة الموارد المياه السطحية، مما يؤدي الى تقلص سعة حقينة البحيرة بشكل متواصل ( عمقها تدحرج الى اقل من 100م بعدما كان 120م في بداية نشأتها ). أما مؤشر انجراف التربة، فيقدر ب 26.05 ( طن/هكتار/سنة )، مؤشر توحل السد 5.00 (مليون م3/سنة). أرقام لها أكثر من دلالة.. ؟ هو ثاني اكبر مؤشر للتوحل في حوض ملوية بعد سد المسيرة الذي فيه المؤشر 10.00 ( طن/هكتار/سنة ). التلوث بشقيه السائل والصلب : من أهم الإشكالات البيئية التي تهدد بحيرة بين الويدان والتي قد تعجل ب»انقضاء أجلها»، كونها أضحت مرتعا لشتى أنواع النفايات الصلبة والسائلة التي تنتجها ساكنة المنطقة والوحدات السياحية المجاورة لها، خصوصا، مياه الصرف الصحي غير المعالجة لبلدة واويزغت التي تصب مباشرة في مجاري المياه المؤدية إليها، بما فيها أخطر ملوث بالمنطقة : مادة المرجان المستخلصة من عصر الزيتون خلال موسم جنيه. تدابير و حلول يقول نسيم.م فاعل جمعوي بالمنطقة : أمام هذه الاختلالات والمخاطر التي تترصد بمستقبل البحيرة ونظامها البيئي، كلنا مطالبون ( نحن، الجهات المسؤولة بالدرجة الأولى، المجتمع المدني…) بجلسة تأمل للتفكير مليا لإيجاد حلول ناجعة لهذه المؤثرات السلبية ووضع روزنامة من التدابير الاستباقية لتفادي تكرار السلبيات مستقبلا ، ومن اجل الحفاظ على هذا الكنز الطبيعي اقترحنا في مجموعة من المناسبات بعض الحلول نذكر منها: بالنسبة لمشكل التلوث: الإسراع في تشغيل محطة المعالجة الطبيعية لمياه الصرف الصحي بواويزغت ( توقفت بها الأشغال منذ سنة 2015)، و كذا إعادة النظر في المكان الذي بنيت فيه هذه المحطة، حيث بنيت غير بعيد عن دوار إيمي نوانو ب 700متر فيما كانت الدراسات المجراة تقول أكثر من ذلك ، فالدوار يعاني من وجود هذه المحطة من جهة و من جهة أخرى مطرح النفايات في الضفة الأخرى المقابلة للدوار والمطلة على البحيرة . وأيضا إلزام أصحاب الوحدات والمركبات السياحية على ضفاف البحيرة بالتصفية الآلية لمياهها العادمة ومياه الصرف الصحي، وبالنسبة لمعاصر الزيتون ضرورة إنشاء أحواض خاصة لمعالجة مادة المرجان ، مع إنشاء مطارح خاصة للنفايات الصلبة تحترم معايير السلامة البيئية بعيدا عن البحيرة و عن السكان ، مع التفكير في وضع آليات لإعادة تدوير هذه النفايات مستقبلا . أما بالنسبة لمشكل التوحل ، فمن الضروري التعجيل في إنشاء على الأقل سد على كل نهر من النهرين للحيلولة دون تمركز الأوحال والرواسب في بحيرة بين الويدان (هناك مشروعان تمهيديان على وادي احنصال) و كذا استغلال جزء من مياه البحيرة لخلق حزام اخضر حولها لحماية التربة من الانجراف ، وإنشاء محمية بالمنطقة للحفاظ على التنوع البيولوجي وإعادة التوازن للنظام البيئي ، واستغلال مخطط المغرب الأخضر لتوسيع الغطاء النباتي في تراب كل الجماعات المحيطة بالبحيرة، بما فيها الأشجار المثمرة المدرة للدخل (محاربة الهشاشة والفقر) خصوصا شجرة اللوز التي تراجع إنتاجها بشكل مهول خلال السنوات العشرين الأخيرة ، كمثال جماعة أيت مزيغ في الضفة الأخرى لبين الويدان التي استفادت من مشروع تطوير سلسلة اللوز سنة 2017».