ذكر عبد الكريم بنعتيق نواب الأمة في جلسة شفوية عامة، أول أمس الاثنين بالغرفة الأولى، بالجهود المبذولة من طرف كافة المتدخلين في عملية عبور، وعلى رأسهم مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي تلعب دورا محوريا عبر توفير كافة الإمكانيات البشرية والمادية واللوجيستيكية اللازمة لإنجاح هذه العملية. كما ذكر الوزير بالتراكم الذي حققته هذه العملية منذ بدايتها. وأكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ، بالأرقام، أن السنة الماضية عرفت توافد عدد كبير من مغاربة العالم، حيث بلغ عدد الوافدين خلال الفترة الرسمية لتنظيم العملية من 05 يونيو إلى 15 شتنبر 2017، 2.789.981 فردا أي بزيادة بلغت %5,89مقارنة مع سنة 2016. وبخصوص عملية عبور 2018 ، قال بنعتيق إن عملية عبور هذه السنة سجلت دخول 532 147 شخصا، بزيادة %3,26 مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، ابتداء من 5 يونيو إلى 5 يوليوز الحالي، ومنها عبور 318.477عبر المعابر الجوية أي بمعدل (60%)، و 231.670 عبر الموانئ والمعابر البرية أي بمعدل (40 %). وأبرز بنعتيق كافة الاستعدادات لهذه السنة، والتي اتخذت بشأنها عدة تدابير، ذكرها الوزير بالتفصيل، سواء في العبور عبر الخط البحري والجوي أوالبري. وقال بنعتيق إن التنظيم المحكم لعملية عبور يرتكز على نقط أساسية وهامة أولها الحرص القوي لجلالة الملك محمد السادس على توفير كل الإمكانيات اللازمة لكي تمر عملية «مرحبا» في أحسن الظروف، واعتماد مقاربة تشاركية في تدبير هذه العملية التي تعتبر فريدة من نوعها ورائدة عبر العالم، وذلك عن طريق تطوير وتنزيل جميع البرامج المرتبطة بها. وأضاف بنعتيق أن عملية عبور وصلت مستوى عال من النضج بفضل تطوير البنيات التحتية للاستقبال وتسهيل المساطر الإدارية عند شرطة الحدود والجمارك والرفع من جودة الخدمات على متن البواخر والطائرات. وأشاد بنعتيق بالمستوى العالي للتعاون المغربي الإسباني في عملية عبور بفضل التنسيق الجيد بين جميع الهيئات والإدارات في البلدين على المستوى الأمني، وكذلك في ما يخص سلطات الموانئ وشركات النقل البحري. وأكد الوزير أنه على مستوى التحضير لهذه السنة، تم عقد سلسلة من الاجتماعات من طرف اللجنة الوطنية المكلفة بالعبور، التي ترأسها وزارة الداخلية، آخرها اجتماع يوم 04 ماي 2018، واجتماع اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية المكلفة بعملية عبور يوم09 ماي 2018 بمدينة المضيق، وذلك من أجل التنسيق مع السلطات الإسبانية لتفعيل مخطط العملية برسم هذا الموسم، هذا بالإضافة إلى التنسيق الدائم والمستمر طول السنة والذي يتم بين السلطات المغربية والاسبانية عبر لجان موضوعاتية مختصة، ومن قراراتها الإنسيابية في حركية عبور، السلامة والأمن، المواكبة عن قرب، وخلق آليات كفيلة بتحقيق ذلك، حيث تم العمل على تطوير وتحسين الخدمات المقدمة عبر مختلف مجالات النقل. فعلى مستوى النقل البحري تم التهييئ لمخطط الملاحة البحرية، عبر توفير 24 باخرة تؤمنها 9 شركات، على أساس تعبئة باخرتين إضافيتين احتياطيتين خلال فترات الذروة، وعلى مستوى ميناء طنجة المتوسط الذي يعبر منه لوحده أكثر من 65% من المسافرين، فقد تم وضع مخطط خاص به يتمثل في 10 بواخر بطاقة استيعابية يومية تناهز40.000 مسافر و11.000 عربة. وأكد بنعتيق أن خط طنجةالمدينة-ميناء طريفة يتوفر على 4 بواخر، وخط الناظور-ألميريا :3 بواخر، وخط الناظور-موتريل: باخرة واحدة، وخط الحسيمة-موتريل: باخرة واحدة. علما أن موانئ المملكة تربط بخمسة خطوط بحرية مع كل من برشلونة وسيت الفرنسية وجينوا وسافونا الإيطاليتين. وعلى مستوى النقل الجوي، قال بنعتيق إن الخطوط الملكية المغربية تبذل مجهودات مضاعفة خلال عملية مرحبا بفضل تكثيف عدد الرحلات، خاصة بالنسبة للخطوط التي تعرف إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة وفتح خطوط جوية مباشرة جديدة تربط بين مدن المملكة وعدد من بلدان الإقامة. مضيفا أن الشركة الوطنية تعمل على إحداث مسارات بدون توقف نحو دول إفريقيا وبلدان المغرب العربي والشرق الأوسط ودول أمريكا الشمالية. وأكد بنعتيق أنه على مستوى النقل البري: تم الترخيص ل 60 شركة للقيام بعمليات النقل الدولي المنتظم للمسافرين بين المغرب والدول الأوروبية، كما تم اتخاذ العديد من الإجراءات، أهمها إعداد دليل حول شركات النقل البري المعتمدة والخطوط المرخص لها برسم العملية لهذه السنة، مع القيام بحملات تحسيسية لفائدة جمعيات أرباب النقل البري من أجل احترام الضوابط المتعلقة بالبضائع غير المرفقة. أما على مستوى البنيات التحتية، فقد تمت مواصلة تطوير وعصرنة البنيات التحتية للموانئ. على مستوى الخدمات: يتم تنفيذ برنامج يهدف إلى تطوير آليات الاستقبال وتعزيز الخدمات المقدمة لمغاربة العالم بما فيها الخدمات الطبية، وكذا مواكبتهم خلال عملية العبور ومقامهم الصيفي بالمغرب. كما أن هناك مخططا خاصا حيث قامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتحديث 20 مركزا للاستقبال داخل المملكة وخارجها. ووضعت المؤسسة رهن إشارة المغاربة المقيمين بالخارج أثناء العبور ما يزيد عن1000 مشارك يتوزعون بين طاقم طبي وشبه طبي، من بينهم أطباء وممرضون وإسعافيون، بالإضافة إلى مساعدين اجتماعيين ومتطوعين، من أجل مساعدتهم ومواكبتهم أثناء عملية العبور (782 مساعدا اجتماعيا، 132 طبيبا، 120 ممرضا، 63 مسعفا Les ambulanciers، 126 متطوعا). على مستوى الخدمات الجمركية: تم إحداث تدابير جديدة هذه السنة، خاصة تلك المتعلقة بسياقة السيارات الأجنبية من طرف شخص غير مالكها وبالتصريح الجمركي الإلكتروني المتعلق بالقبول المؤقت للسيارات المرقمة بالخارج، بالإضافة إلى تحديث الدليل الجمركي المخصص للخدمات المقدمة للمغاربة المقيمين بالخارج برسم هذه السنة. وعلى مستوى التواصل: تم إطلاق حملة إخبارية وتواصلية مع المغاربة المقيمين بالخارج خلال عملية عبور 2018. وقد تم تحديث الدليل المتعلق بعملية «مرحبا» والذي تنجزه مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتعاون مع مختلف المتدخلين في العملية والذي يتم توزيعه بالمعابر الحدودية بست لغات وفق مقاربة مندمجة وموحدة. هذا بالإضافة إلى استعمال تطبيق إلكتروني على الهواتف النقالة وإحداث موقع أنترنيت خاص بالعملية وتخصيص أرقام هاتفية للاستفسار وطلب المعلومات وتقديم الشكايات التي تحل من طرف لجان محلية مختصة ومركزية عبر مكتب التنسيق المركزي. على مستوى المواكبة القانونية والإدارية: تتم المواكبة القانونية والإدارية لمغاربة العالم خلال فترة إقامتهم بالمغرب، عن طريق ضمان الديمومة بالوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وبمصالحها اللامركزية، إضافة إلى ذلك، تم تطوير مجموعة من الخدمات ورقمنتها بتنسيق مع عدد من المؤسسات العمومية، مثل خدمة «محافظتي» التي تم وضعها في إطار اتفاقية للشراكة بين الوزارة والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية. على مستوى المواكبة الثقافية: تم إعداد برنامج ثقافي متنوع بالمغرب لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج: كالجامعات الصيفية والمقامات الثقافية والمخيمات الصيفية والاحتفالات بعيد العرش المجيد. كما سيتم على غرار كل سنة تنظيم اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج الذي يصادف 10 غشت من كل سنة والذي أقره جلالة الملك منذ سنة 2003 ، وهو يمثل مناسبة لتنظيم لقاءات تواصلية للتشاور وفتح باب النقاش بخصوص المواضيع ذات الاهتمام والتحديات التي تواجه الجالية في بلدان الإقامة. وكان بنعتيق في مرافعاته حول عملية عبور يجيب عن أسئلة تقدم بها نواب الأغلبية والمعارضة في إطار وحدة الموضوع، خصت عملية عبور «مرحبا»، وما هيأته الحكومة لاستقبال مغاربة العالم.