في بيان لها ندد «جمعية المرشدين والمرافقين الجبليين بإمليل» بتقاعس السلطات، على إثر الحادث الذي تعرضت له إحدى السائحات الأجنبيات يوم السابع من أكتوبر الجاري، حيث فقدت توازنها وسقطت من على قمة توبقال وتوفيت على الفور، وطالب المرشدون في البيان الذي توصلت الاتحاد الاشتراكي بنسخة منه بإحداث فرق للإسعاف بالمنطقة، وتوفير الدعم اللوجستيكي للسياحة بالمنطقة. البيان الذي جاءت فيه تفاصيل الحادث أعلنت فيه الجمعية عن عدم تحمل المرشد لأية مسؤولية حول ما حدث كون الرحلة برمجت من طرف وكالة للأسفار. وأعادت هذه الحادثة طرح التساؤلات حول السياحة الجبلية بالمغرب، خاصة وأن مثل هذه الحوادث تتكرر في المنطقة، دون أن تظهر أية بوادر للحد من الظاهرة، الأمر الذي يهدد مستقبل السياحة الجبلية بالمغرب. وتعود تفاصيل الحادث إلى الأسبوع الأول بعد عيد الأضحى، حيث سينطلق الأربعة من مركز إمليل يوم السادس من أكتوبر، متجهين نحو قمة جبل توبقال، ثاني أعلى قمة في إفريقيا ب 4167 متر بعد قمة جبل «كيليمنجارو» في تانزانيا التي يبلغ ارتفاعها 5895 مترا. سائحان إنجليزيان ومصرية تقول عنها المصادر أنها ذات نشأة أمريكية، ورابعهم مرشدهم من أبناء المنطقة، اعتمدته إحدى وكالات الأسفار التي تعودت التعامل مع جمعية المرشدين الجبليين بالمنطقة. وصلت المجموعة إلى مأوى جبلي على بعد ثلاث ساعات من القمة كان مبرمجا لقضاء الليلة هناك، في الصباح الباكر ستستيقظ المصرية أولا بعد أن أدت طقس صلاة الصبح، كان الآخرون قد حضروا أنفسهم، انطلق الجميع لتحدي الجبل الشاهق، واضعين بين أعينهم قمة توبقال. بعد ثلاث ساعات من المشي عبر طرقات ضيقة ووعرة، سيصل الأربعة إلى القمة وينتشون بالانتصار على هذا العلو، لكنها نشوة قدر لها أن لا تكتمل. فبعد أن ارتاحت المجموعة قليلا وتناولوا بعضا من الفواكه المجففة، نهضت المصرية ووقفت على حافة الجبل لالتقاط صور للمناظر الطبيعية صبيحة ذلك اليوم السابع من أكتوبر، حينها ستفقد توازنها وتهوي عبر حافة تبلغ حوالي 600 متر، وسرعان ما لفظت أنفاسها الأخيرة هناك، نتيجة ارتطامها بالصخور وكذلك البرد القارس هناك. اتصل المرشد بمسؤول الوكالة الذي اتصل بدوره بالسلطات المحلية وكان رجال الدرك الملكي أولى الواصلين إلى عين المكان، في انتظار وصول الوقاية المدنية التي تأخرت كثيرا، حسب ما صرح به رئيس جمعية المرشدين والمرافقين الجبليين بإمليل، وأضاف أنه تم الاتصال بالمروحية التي قال إن المسؤولين عنها رفضوا الحضور إلى عين المكان، الأمر الذي جعل الضحية ملقاة هناك إلى أن تمكن السكان المحليون من انتشالها بإمكانياتهم الذاتية بعد 48 ساعة، ولم تغادر الجثة المنطقة إلا في اليوم الثالث من الحادث.