و… تتواصل مسيرات العودة وكسر الحصار من قبل فعاليات وأنشطة وقوى قطاع غزة، واستجابة أهالي القطاع أصحاب المبادرات المتتالية بدءاً من تفجير الثورة واستمراريتها ( ياسر عرفات، أحمد ياسين، فتحي الشقاقي ) واستعادة هوية شعبها التي تبددت بفعل المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي ونجاح إقامته على 78 بالمائة من أرض فلسطين، ورمي تداعياتها من اللاجئين المهجرين من وطنهم وبيوتهم ومدنهم وقراهم المحتلة عام 1948 إلى الأحضان اللبنانية والسورية والأردنية والمصرية وقليلا منهم إلى العراق وليبيا، ونجاح احتلال ما تبقى من أرض فلسطين عام 1967. شعب غزة هو صاحب المبادرة، وهو الذي أعاد للشعب الفلسطيني هويته الوطنية، وقيادته التمثيلية، ومؤسساته الموحدة، وله ولقياداته مع اللاجئين الفضل الأول بقيام منظمة التحرير كوريث لحكومة عموم فلسطين، وهيئة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وغيرهما من المؤسسات التمثيلية التي ضاعت بفعل الزمن والفقر وغياب المبادرات، وتواطؤ أنظمة عربية وخذلانها، وضياع البوصلة لدى الأحزاب القومية واليسارية والدينية وتوجهاتها بدلاً من تركيز العمل نحو فلسطين لدى قواعدهم المنتشرة بين صفوف الفلسطينيين، عملوا من أجل الخلافة الإسلامية والوحدة العربية والاشتراكية، فلا حققوا هذه ولا أنجزوا تلك !!. تتواصل مسيرات العودة وكسر الحصار من قطاع غزة للأسبوع الرابع عشر على التوالي منذ يوم الأرض الخالد 30 أذار 2018، الذي سبق وأن فجره شعب فلسطين عام 1976 من أبناء مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة رداً على سياسات حكومة المستعمرة الإسرائيلية بمصادره الأرض والتمييز والتهميش، وتحولت ذكراه السنوية ليكون يوماً غير مقتصرة نشاطاته للتوقف عنده، تأكيداً للتمسك بالأرض، والبقاء والصمود لأبناء مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، بل تمدد ليكون يوماً وطنياً لكل الفلسطينيين على أرض الوطن بشقيه مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، ومناطق الاحتلال الثانية عام 1967، مع تضامن أبناء فلسطين في مناطق اللجوء وبلدان الشتات، يساندهم أشقاء وأصدقاء قضية الشعب الفلسطيني، ومن المؤمنين بعدالتها، وشرعية نضال شعبها، وحقهم الكامل غير المنقوص باستعادة حقوقهم وفق قرارات الأممالمتحدة وخاصة القرارين : قرار التقسيم 181 و قرار حق العودة 194. وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت عن حصيلة رسمية لإعداد الشهداء والجرحى لمسيرات العودة وكسر الحصار للفترة الواقعة ما بين 30 أذار 2018 حتى يوم 23/6/2018 كما يلي : عدد الشهداء 131، والإصابات 14811 بجراح مختلفة نتيجة التعرض إلى الرصاص الحي، أو القذائف، أو قنابل الغاز، وأشار التقرير الذي أعلنه الناطق بلسان الوزارة الدكتور أشرف القدرة أن من بين الجرحى 6836 تم علاجهم ميدانياً في النقاط الطبية الطارئة، و 7975 جريحاً تم نقلهم إلى المستشفيات. وبشأن الشهداء ارتقى 15 طفلاً منهم دون السن 18 عاماً، وسيدة واحدة، أما إصابات الجرحى فمنهم 2525 طفلاً، و1158 سيدة، ودرجة الخطورة لدى مجمل الإصابات فهي 366 خطيرة و 3746 متوسطة و 10699 طفيفة، ومن بين الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات 3947 تعرضوا للرصاص الحي، و 427 لرصاص معدني مغلف بالمطاط، و 1466 اختناق شديد بالغاز، و2135 إصابة متفرقة. أما أماكن الإصابة في الجسم فمنها 360 بالرأس والرقبة، و 330 بالصدر والظهر، و361 بالبطن والحوض، و1324 بالأطراف العلوية، و 5400 بالأطراف السفلية، وقد تمت حالات البتر ل 54 شخصاً لأحد الأطراف، منها 48 سفلية أي أحد الرجلين، و7 لأطراف علوية أي لإحدى اليدين، وقد تم الاستهداف المباشر للطواقم الطبية نفسها، فسقط منهم 2 شهيداً أحدهما مسعفاً والثانية مسعفة، و299 إصابة بين المسعفين بالرصاص الحي واختناق بالغاز، وتضررت 39 سيارة إسعاف بشكل جزئي. السؤال من يعوض أهالي الشهداء إذا كان الشهيد المعيل للعائلة؟ وما هي المساعدات التي ستقدم لمن فقدوا أطرافهم، وباتوا عاجرين كلياً أو جزئياً عن العمل؟ وسيارات الإسعاف من يتقدم من الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات والأثرياء، نحو الواجب والتبرع لتعويضها من أجل صمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه الذي لا وطن له سواه، ومن أجل مواصلة نضاله حتى يتم اجتثاث المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي عن كامل أرض ووطن الفلسطينيين؟؟ * كاتب سياسي مختص بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية.