تعيش مدينة أكادير،كوجهة سياحية ساحلية ذات جاذبية استثنائية، ظواهر سلبية كبيرة أثرت على جماليتها وأناقتها وعلى سمعة السياحة إلى درجة أن هذه الظواهر التي تزداد يوما عن يوم وتتناسل كالفطر، أضحت تؤرق الساكنة وزوار المدينة من المغاربة والأجانب على حد سواء. فأي متجول بالمدينة بأحيائها وتحديدا بالمنطقة السياحية والمناطق المجاورة لها والأزقة والشوارع المؤدية إليها تلمح عينه وتسرق نظرته عدة أشياء وظواهرأصبحت منذ السنين الأخيرة دخيلة على المدينة،بحيث لم يألفها السكان والزوار من قبل لكن تسربت إلى الحياة بهذه المدينة نتيجة التحولات الإجتماعية والقيمية التي غزت المجتمع عن سبق إصرار،ومن الظواهر المشينة مايلي: أولا:ظاهرة المتشردين الذين يتناسلون كالفطر ذكورا وإناثا،وينتشرون في كل مكان وتحديدا بثلاث مناطق مثيرة للإنتباه، بمحطة الطاكسيات بالباطوار، وبشارع الحسن الثاني وبساحة أيت سوس. وبممر تواد بالكورنيش وبحي تالبرجت قرب محطة الحافلات القديمة وبسوق الأحد وبالقرب من مطاعم السمك بمدخل ميناء أكادير وبالمنطقة السياحية وغيرها من المناطق يتردد عليها يوميا السياح. وهي ظاهرة تنفر يوميا زبناء المطاعم والمقاهي والفنادق إلى درجة أن المتشردين لم يعودوا يتحومون بالقرب من محطة الطاكسيات وأمام مقاهي الباطوار،حيث توجد حركية كثيفة ودائمة للمواطنين ليل نهار،بل انتشروا بكل أحياء المدينة ولاسيما بالمنطقة السياحية وتحديدا بالكورنيش،في الوقت كانوا في السابق لا يتخطون حزامهم المعتاد. إنها صورة سيئة تؤرقنا جميعا صباح مساء،وتخدش في العمق جمالية المدينة والأمكنة التي كانت بالأمس علامة سياحية بامتياز،كانت تخلو من هذه الصور والمشاهد اليومية التي يتقزز لها شعور المواطنين وتثير غثيانهم عندما تهاجمهم رائحة نتنة منبعثة من أسمال بالية لهؤلاء الأطفال المتشردين ومن رائحة الدوليا التي تزكم الأنوف. ثانيا: ظاهرة المتسولين والمتسولات القادمين من ضواحي عمالة إنزكان أيت ملول حيث ينتشرون كالبراغيث هنا وهناك بالأمكنة والشوارع والطرق المؤدية إلى المنطقة السياحية،إلى درجة أن البعض من المتوسلات تفترش الأرض من صباحها إلى مسائها،وهي في حالة رثة مقززة تثيرالإشفاق حينا،وتثير الغثيان حينا آخر. بل إن المتسولين الذين احترف العديد منهم هذه الظاهرة سواء من النساء أو الرجال أو الأطفال والشباب على حد سواء،لا يتورعون في اعتراض سبيل المارة ومطاردة السياح ومباغتة زبناء المقاهي والمطاعم بالكورنيش. مما اضطرمعه أصحاب المطاعم السياحية إلى الإستعانة بحراس خاصين مهمتهم هي إبعاد هؤلاء المتسولين والمتسولات عن الزبناء من المغاربة والسياح بعدما شكلوا إزعاجا حقيقيا لهم،ففي كل مرة وحين يتسلل عن غفلة من الحراس هؤلاء المتسولون والمتسولات المرافقات لأطفال صغار يتم كراؤهم يوميا من أمهاتهم لهذا الغرض. ثالثا:ظاهرة اللصوصية والنشل بالخطف والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض،التي أصبحت من المظاهر اليومية التي يستفيق السكان على حكاياتها هناك وهناك،فلا يمريوم إلا ونسمع عن أعمال شطارية أبطالها لصوص من ذوي السوابق يقومون باستهداف الفتيات والنساء خاصة من خلال نشل محفظات نقود أو هواتف نقالة ذكية باهظة الثمن بالأمكنة الخالية والمليئة بالمارة على حد سواء. ونظرا لانتشار ظاهرة السرقة بالخطف اضطرت السلطات الأمنية إلى تنصيب كاميرات بالشوارع الكبرى ولاسيما بالمنطقة السياحية،كما اضطر العديد من أصحاب المتاجرالكبرى ومحلات الحلي والمجوهرات إلى تنصيب كاميرات خاصة. إلا أن اللصوص فطنوا لذلك،وأصبحوا يخفون وجوههم بلثام عند قيامهم بأفعالهم الإجرامية:السطو ليلا على محتويات تلك المحلات التجارية، اعتراض سبيل المارة،القيام بالنشل والخطف سواء على متن سيارة خفيفة أو دراجة نارية مسروقتين وبعدها يلوذون إلى وجهة أخرى خارج المدينة.. رابعا:غياب النظافة بالمدينة،وهذا مظهرآخر،يجعل السكان يتساءلون بمرارة عن هذا التراجع الذي صارت تعرفه مدينة أكادير،في الوقت الذي كانت فيه منذ عقود من أجمل المدن المغربية في هذا المجال،لكن في السنين الأخيرة أصبحت ظاهرة ألأزبال والنفايات المختلفة المنتشرة بكل كل الأمكنة مثيرة للإستغراب. وتنامت ظاهرة التلوث،بسبب رمي القمامات هنا وهناك،حتى بالمنطقة السياحية التي لم تسلم هي الأخرى من هذه الظاهرة،في الوقت الذي كثف فيه المجلس البلدي لمدينة أكادير مجهوداته لتجميع نفايات المنازل بالأحياء الشعبية لكنه ترك الأحياء الراقية والمنطقة السياحية والكورنيش مهملة من هذا الجانب.