بمناسبة انعقاد الدورة السابعة للمعرض الجهوي للكتاب ،بمدينة سطات في الفترة ما بين 27 أكتوبر و2 نونبر 2014 ، والذي اختار ، هذه الدورة ، الاحتفاء بالكاتب شعيب حليفي ، أصدرت المديرية الجهوية لجهة الشاوية ورديغة كتابا بالمناسبة في 124 صفحة يتضمن 37 مقتطفا من دراسات وقراءات وشهادات في الأعمال الروائية للكاتب لكتاب من المغرب وتونس والجزائر وليبيا ومصر وسوريا ولبنان ... . وهو الحدث الذي يتزامن مع مرور 20 عاما على صدور الطبعة الأولى لرواية زمن الشاوية . ومما جاء في كلمة محمد الهرادي التي عنونها ب : « شعيب حليفي من الشاوية إلى العالم « : ترتبط جذور شعيب حليفي بمنطقة الشاوية ..وهو ارتباط جنيني يجد صداه وارتقاءه في سلوك الولاء للمكان ، وعلى اللسان ،وفي مستوى التمثلات ، وفي الأثر الذي يخلفه الكاتب وراءه .... من شرفة الشاوية ، يقدم إلينا شعيب حليفي أصنافا عديدة في مأدبة عشائه المتنوع : التاريخ الذي يسترد أنفاسه وزمنه ، الرواية التي لا تلتزم بطقوس التهذيب الأدبي ولا تتجنب على الدوام إغراءات الأوتوبيوغرافيا ، « الرحلة « التي رأت وقرأت الكثير وعادت من حيث أتت ، لتنطلق متحفزة بدوافعها المستكشفة من جديد ، وجهات نظر سديدة تحفر في التحولات النقابية وتوثق للمحطات الفاصلة في مسارات السي دي تي ، عشرات من المطبوعات والأعمال الأدبية التي تتوحد وتتجاور وتتقاطع مع اهتماماته ذات الروافد المتعددة ، بعد أن غربلتها عينه الفاحصة الموجّهة ، دروس وبحوث أكاديمية معمقة مفتوحة على أسئلة الأدب ونظريته ، وتأويلاته وانزياحاته ، تتم مساءلتها باستمرار في حلقات « مختبر السرديات» ، وهي تمحو وتؤسس ، تمسح التجاعيد القديمة وتبني سواري جديدة من فولاذ .. ابتدأ هذا المسار زمنيا في بداية التسعينات من القرن الماضي حين كتب شعيب حليفي روايته « زمن الشاوية « بعاطفية لا تستسلم للتحولات الفجة ، ولا تراهن على كسر الدعائم غير القابلة للتدمير في هويته « الشاوية «، هي بداية روائية مهد لها بنص « مساء الشوق « الذي اعتبره تمرينا لتجريب شكل منفلت ، في محاولة منه للجم شحنات تعبير متقدة تروم لملمة الانكسارات ، وقاده هذا المدخل إلى الانخراط في عملية توثيق تعبوي لأهم لحظات الحركة الاجتماعية التي قادها الزعيم النقابي نوبير الأموي في « الكونفدرالية « ، وأدى به هذا المدخل بدوره إلى ممر آخر تنسّم فيه شعيب حليفي مع مجموعة باحثين تاريخ الشاوية وكفاحها الذي تصاعد ضد الاستعمار منذ أوائل القرن الماضي ...