أكدت الوزيرة الأولى الصربية آنا برانبيتش إرادة بلادها القوية في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب، وترجمة العلاقات السياسية والصداقة العريقة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية صربيا. وأضافت آنا برانبيتش، خلال مباحثاتها مساء أول أمس الأربعاء ببلغراد مع الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب الذي يقوم بزيارة رسمية لصربيا تستغرق يومين، أن صربيا تعتبر المغرب بلدا صديقا وموثوقا به، داعية الى استغلال الامكانيات التي يمثلها اقتصادا البلدين من أجل توطيد العلاقات الثنائية. وبحث الجانبان خلال هذا اللقاء، الذي حضره بالخصوص سفير المغرب بصربيا محمد أمين بلحاج، عددا من القضايا موضوع الاهتمام المشترك ومنها قضية الهجرة، التي أكدت بشأنها أن أوروبا لم تكن مستعدة لعمليات النزوح الجماعي التي عرفتها خلال السنين الأخيرة جراء النزاعات في شرق وجنوب المتوسط، موضحة أن بلادها تعاطت مع هذه الظاهرة بمسؤولية وإنسانية. ونوهت بالمقاربة التي يعتمدها المغرب الذي "أبان عن مسؤولية في مقاربته لهذه الظاهرة". وثمنت احتضان المغرب للمنتدى الدولي من أجل هجرة آمنة، الذي سيلتئم بمراكش في ديسمبر المقبل . ومن جهته استعرض الحبيب المالكي عددا من الفرص والامكانيات التي يتيحها اقتصادا البلدين. وتحدث عن إمكانية التعاون في مجال إنتاج الطاقة من مصادر متجددة، وإفادة الجانب الصربي بما راكمه من خبرات في هذا المجال. وأبرز أن طموحات المملكة في قطاع الطاقات المتجددة تمليها تقديره للمسؤولية في الحفاظ على كوكب الأرض ووقف الاختلالات المناخية. وأكد رئيس مجلس النواب على أهمية اجتماع اللجنة المختلطة، ودعا الى إحداث مجلس للأعمال مغربي/ صربي قصد إشراك القطاعين الخاص في البلدين في تعزيز الدينامية، التي تشهدها العلاقات المغربية الصربية. واستعرض من جهة أخرى سياسة المغرب في مجال الهجرة، والتي تستحضر الأبعاد الإنسانية والتضامنية والاجتماعية، مذكرا بأهمية المؤتمر البرلماني الذي سيحتضنه البرلمان المغربي والاتحاد البرلماني الدولي بالمغرب تحضيرا للمنتدى العالمي حول الهجرة. وخلال هذه المباحثات شدد الطرفان على ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية للدول وسيادتها. وقد أعرب المسؤولون الصرب على كافة المستويات على دعمهم للوحدة الترابية للمملكة وعن تقديرهم لموقف المغرب الداعم للوحدة الترابية لصربيا. وخلال زيارته لصربيا استقبل المالكي صباح الأربعاء من قبل الرئيس الصربي، كما وقع الى جانب رئيسة الجمعية الوطنية الصربية على مذكرة تفاهم تهدف الى مأسسة العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين.