انطلقت مساء الجمعة الماضي ، الدورة العشرون لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف التي ستستمر فعالياته إلى غاية فاتح نونبر. تحت شعار ?السينما ملتقى للحوار وتلاقح الحضارات?، وذلك بمشاركة 13 فيلما في المسابقة الرسمية للفوز بالجائزة الكبرى للحسن الثاني. وشدد مصطفى الخلفي وزير الاتصال في كلمة له خلال حفل الافتتاح على أن مهرجان الرباط لسينما المؤلف ليس مجرد فرصة للحوار والتواصل على المستوى السينمائي الوطني، وإنما محطة للتواصل عربيا ودوليا ومن جهته قال عبد الحق منطرش رئيس ومدير المهرجان، في كلمة له بنفس المناسبة ، إن اختيار شعار هذه الدورة ينطلق من قناعة أن للسينما أدوارا متعددة في نقل الحضارات المختلفة صوتا وصورة في إبداع فني رائع يكشف نمط عيش الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الثقافي والحضاري والتاريخي، بهدف خلق حوار وتلاقح وتعايش فيما بينهم، خدمة لقضايا الإنسانية المتمثلة في التقدم والتنمية والحرية والكرامة والعيش في أمن وسلام. وأشار منطرش الى أنه بالرغم من الصعوبات المادية التي تواجه إدارة المهرجان، واعتبارا للرهان الثقافي المعقود على مدينة الرباط في بعدها الوطني والعربي والدولي، كان علينا من المفروض رفع هذا التحدي لضمان ديمومة واستمرارية هذه التظاهرة السينمائية الدولية وذلك بفضل الإرادة الجماعية للساهرين عليها، والعزيمة المشحونة بروح نضالية وغيرة على الشأن الثقافي المغربي. وذكر رئيس ومدير المهرجان في هذا الحفل الذي حضره مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وصارم الفاسي الفهري، المدير العام للمركز السينمائي المغربي، إضافة إلى شخصيات مغربية وأجنبية من عالم السينما، بأن المهرجان راكم تجربة وخبرة احترافية لمدة 20 سنة في التنظيم، واللوجيستيك والعلاقات الخارجية، بالإضافة إلى أنه كسب جمهورا كبيرا يتابع برنامجه المتنوع، فضلا عن دوره الفعال في ترسيخ ثقافة سينمائية جديدة تواكب التطورات المعرفية والتكنولوجية الحديثة في مجال الفن السابع. وعرض في حفل الافتتاح الفيلم التركي»نوم الشتاء» لمخرجه نوري بيلج الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي. وتدور أحداثه حول رجل متقاعد يدعى أيدين الذي يملك فندقا صغيرا في الأناضول رفقة زوجته الشابة نهال التي جفا عنها عاطفيا، وأخته نيكلي، التي تعاني من طلاقها الحديث العهد. في الشتاء حينما تغطي الثلوج السهوب، يصبح الفندق ملجأ لمعاناتهم. وللاشارة أن فيلم «نوم الشتاء» استقطب 237.260 متفرجا، وحقق 2.7 مليون ليرة تركية ( 1.3 مليون دولار)، ما يجعله الفيلم الأكثر شعبية وأعلى الإيرادات. ومن الأعمال التي دخلت غمار المسابقة الرسمية: فيلم حنان لمخرجته ماريون هانسل، وفيلم الحاج نجم للعراقي عامر علوان، ومن تركيا «طريق العودة الطويل» لمخرجه ألفان ايسلي»، وفيلم «بساق مكسورة للإسباني دييكو كالان، ومن الأرجنتين فيلم «إذا تهت، فالأمر ليس خطيرا» لمخرجه سانياكو لوزا»، وفيلم «كل ماتاك» للمخرج الفرنسي جون شارل هول، ومن الكيبيك فيلم « 3 حكايات هندية» للمخرج روبير هوران، أما إيران فتشارك بفيلم «اليوم» لمخرجه سيد رضا ميركريمي. واختارت إدارة المهرجان أن تكون السينما الاسبانية ضيفة شرف هذه الدورة، اعترافا لما قدمته من عطاءات في مجال الفن السابع مكنها من حضور بارز في الساحة الفنية السينمائية العالمية.
كما ستتضمن فقرات المهرجان عرض عدد من الأفلام المغربية المبرمجة في فقرة بانوراما المغرب وكذا عرض بعض الأفلام لمخرجين مغاربة مقيمين بالخارج، بالإضافة إلى أفلام دولية لشارلي شابلين والمخرج فرانسوا تريفو ضمن فقرة استرجاع. وستشهد هذه الدورة كذلك تكريم السينما الفلسطينية في شخص المخرج الفلسطيني ايليا سليمان، وتكريم السينما المغربية في شخص المخرجة المغربية فريدة بليزيد.