في أمسية احتفلت بالسينما التركية، من خلال عرض فيلم "نوم الشتاء"، استهلت الرباط ليلة الجمعة، الدورة العشرين من مهرجانها الدولي لسينما المؤلف، تحت شعار "السينما ملتقى للحوار وتلاقح الحضارات"، في لقاء سينمائي يجمع بين مجموعة من نجوم الفن السابع من كل قارات العالم، ويحتفي بالسينما الإسبانية كضيفة شرف. وقد اعتبر مدير المهرجان، عبد الحق منطرش، في كلمة ألقاها في الحفل الافتتاحي، أن اختيار هذا الشعار ينطلق من قناعة أن للسينما أدواراً متعددة في نقل الحضارات المختلفة صوتاً وصورة في إبداع فني يكشف نمط عيش الشعوب وعاداتهم وموروثهم الحضاري. وبالتالي فالهدف يبقى خدمة القضايا الإنسانية كالحرية والكرامة، يتحدث المدير. وعن سبب اختيار السينما الإسبانية ضيفة شرف، قال عبد الحق منطرش إنه يعود لما قدمته هذه السينما من عطاءات مكّنتها من حضور بارز في الساحة الفنية السينمائية، ومن التتويج بجوائز عالمية. كما أبرز منطرش أن سرّ استمرار المهرجان لعشرين سنة، يعود إلى مراكمته تجربة وخبرة احترافية في التنظيم واللوجيستيك والعلاقات الخارجية، وكسبه لجمهور كبير متنوّع، ثم مساهمته في ترسيخ ثقافة سينمائية جديدة. وقد عرف هذا الحفل الافتتاحي تواجد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، ومدير المركز السينمائي المغربي، صارم الفاسي الفهري، زيادة على مجموعة من نجوم السينما بالمغرب، من بينهم المخرج حكيم بلعباس الذي يرأس لجنة تحكيم المهرجان. وستشهد هذه الدورة تباري مجموعة من الأفلام في المسابقة الرسمية المسماة "جائزة الحسن الثاني"، زيادة على عدد من الأنشطة الموازية المتمثلة في الندوات والموائد المستديرة، وتكريم مجموعة من الشخصيات السينمائية، منها المخرج الفلسطيني ايليا سليمان، والمخرجة المغربية فريدة بليزيد. ويحكي فيلم "نوم الشتاء" الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي، والذي أخرجه التركي نوري بيلج، قصة فندق تحوّل إلى ملجأ لبعض مقيميه بعدما منعهم فصل الشتاء القارس من مغادرته، ممّا يجعل مجموعة من العلاقات الإنسانية تأخذ مجرى جديداً خصوصا بالنسبة لزوجين اكتشفا علاقتهما من جديد. وتتنوّع جنسيات الأفلام المشاركة في المهرجان، فعلاوة على المغرب واسبانيا، توجد أفلام قادمة من العراق، الأرجنتين، كندا، البيرو، فنزويلا، ألمانيا، رومانيا، والعديد من البلدان الأخرى. وستستمر العروض إلى غاية فاتح نونبر الذي سيشهد حفل توزيع الجوائز.