اختتمت فعاليات الدورة 18 لمهرجان الرباط الدولي لسينما لمؤلف بالإعلان عن جائزة الحسن الثاني التي شاركت فيها 17 دولة في المسابقة الرسمية، من قبل غيثة الخياط رئيسة لجنة التحكيم، وكانت من نصيب فيلم «لا تنسيني يا أسطنبول» للمخرج هاني أبو سعد ستيفان، هذا الفيلم الذي يتألف من ستة أفلام قصيرة لست مخرجين اجتمعوا ليذكروا المشاهد أن تركيا ليست حكرا فقط على آل تركيا، أما بالنسبة لأحسن سيناريو في الأفلام المشاركة فقد كان للفيلم البرازيلي «حكايات تعيش على بقايا الذكريات» للمخرجة جوليا مورات. وبخصوص جائزة لجنة التحكيم فقد حصل عليها فيلمان بالمناصفة، الأول الفيلم الإيراني «زواج مؤقت» الذي أخرجه المخرج الإيراني الشاب ريزا سيركانيان والفيلم الصيني «بعيدون معا» من أخراج وانغ كانان. وبخصوص جائزة العربي الدغمي فقد منحتها لجنة التحكيم للممثلة الأمريكية ليماري ناضال من بورتوريكو، أما فيما يتعلق بجائزة أحسن ممثل كوميدي فقد فاز بها الممثل الصيني كايجينكسو ليزا لو. وبخصوص جائزة أحسن صورة فقد نالها الفيلم المغربي «شي غادي شي جاي» للمخرج المغربي حكيم بلعباس والأستاذ بجامعة شيكاكو. وبخصوص جائزة يوسف شاهين التي شاركت فيها ستة أفلام عربية فقد فاز بها الفيلم المصري «بعدي الطوفان» الذي يؤرخ لما بعد الثورة، للمخرج المصري متولي حازم. وكان هذا المهرجان الذي تواصلت فعالياته منذ 22 إلى 30 يونيو. قد امتازت بتنظيم ثلاثة موائد مستديرة بتعاون مع وزارة الاتصال وبتنسيق مع المعهد الثقافي الفرنسي، تطرقت لمواضيع ذات راهنية كرقمنة القاعات السينمائية، وصناديق الدعم للسينما ثم دور لجان الفيلم في تنمية القطاع السنمائي بالجهات على مستوى الاستثمار وتنشيط الحركة الثقافية والفنية بهده الجهات. وأكد عبد الحق منطرش في كلمة الاختتام أن هذه الموائد المستديرة التي شاركت فيها فعاليات سينمائية دولية وخبراء ومدراء لصناديق الدعم، ينتمون لأوربا واسيا، وأمريكا اللاتينية وإفريقيا...كانت فرصة مواتية لتبادل التجارب والخبرات في هذه المواضيع الأساسية التي تهم القطاع السينمائي الذي بدأ يعرف هو الأخر التفاعل والتجاوب مع التطورات التكنولوجية الحديثة من أجل تطوره تقنيا وفنيا، مضيفا في السياق ذاته على أن الأهمية القسوى لهذه الموائد المستديرة تكمن في أن المغرب كان في حاجة ماسة للاطلاع على التجارب الدولية المتعددة والمتنوعة في مجال رقمنة السينما، وتجارب لجان الفيلم، ثم صناديق الدعم، من أجل الوقوف على نقط الضعف والقوة على هذه التجارب المختلفة، وبالتالي الاستفادة منها من أجل أن يثبت نموذجه الأمثل والشمولي انطلاقا، مما عرفته التجارب وما بصدد التحضير له في ظل الإصلاح لمجال الفن السابع ببلادنا. وأعلن منطرش، بنفس المناسبة، على مفاجئة سارة أثمرتها هذه الدورة والنابعة عن روح التعاون والصداقة ما بين الفاعليين السينمائيين الحاضرين بالمغرب، وهي انطلاق مشروع إنتاج فيلم روائي عربي مشترك بمبادرة من مخرجين ينتمون لدول مصر، المغرب، الإمارات العربية المتحدة، وتونس، وهدا لمن شأنه أن يساهم في تطور علاقات التعاون وتلاقح التجارب والثقافات للدول العربية في مجال الفن السابع. كما تزامن الحفل الختامي مع اختيار مدينة الرباط كثرات عالمي مشترك من قبل منظمة اليونسكو، لما تزخر به عاصمة المغرب من مآثر تاريخية ولما تمتاز به من تزاوج في التاريخ والعصرنة، واعتبر منطرش بنفس المناسبة أن المهرجان جزء لا يتجزأ من مكونات الحركية الثقافية التي شهدتها العاصمة المغربية لمدة عشرين سنة.. «لنهنئ أنفسنا جميعا كمغاربة على هذا..»